والآن نقدم بعض الأدلة الواضحة على عدم إمكانية تحريف الكتاب.
العهد القديم: إنه لا يخبرنا عن انتصارات اليهود فقط بل عن هزائمهم أيضاً. ولا يخبرنا عن امتيازاتهم فقط بل عن وصف الله لهم بالرداءة، وغضبه عليهم. كما أنه لا يذكر فضائل الأنبياء فقط بل يكشف أخطاءهم ولا يستر ما ارتكبوه من خطايا كان بعضها شنيعاً. وقد كان العهد القديم موجوداً في أيدي اليهود قبل مجيء المسيح بمئات السنين وكانت هناك نسخ منه في الهيكل والمجامع، وكانوا يحافظون عليه بكل دقة وعناية، وكان الأتقياء منهم يواظبون على قراءته كل يوم، وكانوا يعرفون عدد آياته وكلماته، بل وعدد حروفه أيضاً، وعدد المرات التي وردت فيها كل كلمة وكل حرف. هذا فضلاً عما سبقت الإشارة إليه من ورود اقتباسات عديدة منه في العهد الجديد.
العهد الجديد: أقول مبدئياً أن القرآن يشهد للتوراة والإنجيل، فإذا كان قد حدث تحريف فيهما يكون ذلك بداهة بعد القرن السابع للميلاد، وهذا مستحيل للأسباب الآتية:
1- انتشر الإنجيل(2) في الشرق والغرب في القرن الأول الميلادي، وترجم إلى بعض اللغات، ولم يعترض عليه أحد من اليهود، وكان منهم من عاصر المسيح وسمعه. وكان الإنجيل يتلى في اجتماعات العبادة، ويحفظ كثيرون أجزاء منه عن ظهر قلب منذ القرن الثاني بشهادة المؤرخين.
2-هذا وقد اختلف المعلمون المسيحيون في تفسير بعض آيات منه وانقسموا إلى عدة طوائف ولكن لم يطعن أحد منهم في النص المكتوب، بل بقي إنجيل واحد لكل الطوائف في كل العصور وفي كل بلاد العالم.
3. وجدت نسخ من الأناجيل وبعض الرسائل مكتوبة في سنة 125م، 180م أي بعد كتابتها الأصلية بفترة وجيزة وهي محفوظة للآن. كما وجدت في بلادنا المصرية النسخة المسماة "الاخميمية"المكتوبة في القرن الثالث وهي محفوظة في لندن. كما وجدت من القرن الرابع نسخ "سانت كاترين" والنسخة "السينائية" (وهي محفوظة بالمتحف البريطاني)، والنسخة الفاتيكانية. ومن القرن الخامس النسخة "الاسكندرانية" والنسخة "الافرائيمية" المحفوظة في باريس. كما أنه توجد كتب دينية منذ القرن الأول بها اقتباسات كثيرة من الكتاب المقدس منها "رسالة كليمندس" سنة 80م وهي محفوظة بمتحف لندن. ومن القرن الثاني كتابات "بوليكاربوس" تتحدث عن صلب المسيح وقيامته وصعوده. وتفسير للإنجيل في ستة مجلدات بقلم "بابياس" وكثير غيرهم. وقد بحث بعض العلماء الآيات الواردة في هذه الكتب فاتضح لهم أنها موجودة في الكتاب المقدس تماماً. حتى قال بعض العلماء انه لو فقدت نسخة الكتاب المقدس الحالية لأمكن جمع معظم آياتها من الكتب السابق ذكرها.
4. هل يكون الغرض من التحريف إزالة العقد الظاهرية من الكتاب أم إضافتها إليه؟ إن الآيات التي تعلن الثالوث الأقدس، ولاهوت المسيح وناسوته، وموته على الصليب لا تزال موجودة في الكتاب بعهديه القديم والجديد بدون أي محاولة لتفسيرها أو إزالة ما فيها من صعوبة تثير اعتراض غير المؤمنين.
5. تمسك المسيحيون منذ البداءة بهذه الحقائق مع أنها تفوق الإدراك البشري، وقدموا حياتهم للاضطهاد، والعذاب، والموت من أجلها. فهل يعقل أن يكونوا قد فعلوا ذلك في سبيل أقوال قد زوروها؟ (3)
6. توجد بعض اختلافات لفظية في الأناجيل، فلو كان قد حدث فيه تحريف أما كانت أزيلت تلك الاختلافات؟
7. حاول الشيطان إبادة العهد القديم وحرقه قبل المسيح، كما حاول إخفاء العهد الجديد وإبادته في العصور المظلمة ولكن الله حرص على صون كتابه ليبقى لنا نقياً كاملاً لننهل منه ماء الحياة كما قال بطرس قديما للمسيح "يَا رَبُّ إلى مَنْ نَذْهَبُ؟ كلاَمُ الْحَيَاةِ الأبديةِ عِنْدَكَ" (يوحنا 6: 68).
أما ما تجد في الكتاب من صعوبات لا تستطيع فهمها فصلِّ للرب طالباً منه أن يكشفها لك، ويريحك من جهتها، فهو "سامع الصلاة".
وإني أطلب من الله بكل قلبي أن يستخدم هذا الكتيب لإراحة أفكار الكثيرين، واقتيادهم إلى معرفة الله، والتجاوب مع محبته الفائقة
العهد القديم: إنه لا يخبرنا عن انتصارات اليهود فقط بل عن هزائمهم أيضاً. ولا يخبرنا عن امتيازاتهم فقط بل عن وصف الله لهم بالرداءة، وغضبه عليهم. كما أنه لا يذكر فضائل الأنبياء فقط بل يكشف أخطاءهم ولا يستر ما ارتكبوه من خطايا كان بعضها شنيعاً. وقد كان العهد القديم موجوداً في أيدي اليهود قبل مجيء المسيح بمئات السنين وكانت هناك نسخ منه في الهيكل والمجامع، وكانوا يحافظون عليه بكل دقة وعناية، وكان الأتقياء منهم يواظبون على قراءته كل يوم، وكانوا يعرفون عدد آياته وكلماته، بل وعدد حروفه أيضاً، وعدد المرات التي وردت فيها كل كلمة وكل حرف. هذا فضلاً عما سبقت الإشارة إليه من ورود اقتباسات عديدة منه في العهد الجديد.
العهد الجديد: أقول مبدئياً أن القرآن يشهد للتوراة والإنجيل، فإذا كان قد حدث تحريف فيهما يكون ذلك بداهة بعد القرن السابع للميلاد، وهذا مستحيل للأسباب الآتية:
1- انتشر الإنجيل(2) في الشرق والغرب في القرن الأول الميلادي، وترجم إلى بعض اللغات، ولم يعترض عليه أحد من اليهود، وكان منهم من عاصر المسيح وسمعه. وكان الإنجيل يتلى في اجتماعات العبادة، ويحفظ كثيرون أجزاء منه عن ظهر قلب منذ القرن الثاني بشهادة المؤرخين.
2-هذا وقد اختلف المعلمون المسيحيون في تفسير بعض آيات منه وانقسموا إلى عدة طوائف ولكن لم يطعن أحد منهم في النص المكتوب، بل بقي إنجيل واحد لكل الطوائف في كل العصور وفي كل بلاد العالم.
3. وجدت نسخ من الأناجيل وبعض الرسائل مكتوبة في سنة 125م، 180م أي بعد كتابتها الأصلية بفترة وجيزة وهي محفوظة للآن. كما وجدت في بلادنا المصرية النسخة المسماة "الاخميمية"المكتوبة في القرن الثالث وهي محفوظة في لندن. كما وجدت من القرن الرابع نسخ "سانت كاترين" والنسخة "السينائية" (وهي محفوظة بالمتحف البريطاني)، والنسخة الفاتيكانية. ومن القرن الخامس النسخة "الاسكندرانية" والنسخة "الافرائيمية" المحفوظة في باريس. كما أنه توجد كتب دينية منذ القرن الأول بها اقتباسات كثيرة من الكتاب المقدس منها "رسالة كليمندس" سنة 80م وهي محفوظة بمتحف لندن. ومن القرن الثاني كتابات "بوليكاربوس" تتحدث عن صلب المسيح وقيامته وصعوده. وتفسير للإنجيل في ستة مجلدات بقلم "بابياس" وكثير غيرهم. وقد بحث بعض العلماء الآيات الواردة في هذه الكتب فاتضح لهم أنها موجودة في الكتاب المقدس تماماً. حتى قال بعض العلماء انه لو فقدت نسخة الكتاب المقدس الحالية لأمكن جمع معظم آياتها من الكتب السابق ذكرها.
4. هل يكون الغرض من التحريف إزالة العقد الظاهرية من الكتاب أم إضافتها إليه؟ إن الآيات التي تعلن الثالوث الأقدس، ولاهوت المسيح وناسوته، وموته على الصليب لا تزال موجودة في الكتاب بعهديه القديم والجديد بدون أي محاولة لتفسيرها أو إزالة ما فيها من صعوبة تثير اعتراض غير المؤمنين.
5. تمسك المسيحيون منذ البداءة بهذه الحقائق مع أنها تفوق الإدراك البشري، وقدموا حياتهم للاضطهاد، والعذاب، والموت من أجلها. فهل يعقل أن يكونوا قد فعلوا ذلك في سبيل أقوال قد زوروها؟ (3)
6. توجد بعض اختلافات لفظية في الأناجيل، فلو كان قد حدث فيه تحريف أما كانت أزيلت تلك الاختلافات؟
7. حاول الشيطان إبادة العهد القديم وحرقه قبل المسيح، كما حاول إخفاء العهد الجديد وإبادته في العصور المظلمة ولكن الله حرص على صون كتابه ليبقى لنا نقياً كاملاً لننهل منه ماء الحياة كما قال بطرس قديما للمسيح "يَا رَبُّ إلى مَنْ نَذْهَبُ؟ كلاَمُ الْحَيَاةِ الأبديةِ عِنْدَكَ" (يوحنا 6: 68).
أما ما تجد في الكتاب من صعوبات لا تستطيع فهمها فصلِّ للرب طالباً منه أن يكشفها لك، ويريحك من جهتها، فهو "سامع الصلاة".
وإني أطلب من الله بكل قلبي أن يستخدم هذا الكتيب لإراحة أفكار الكثيرين، واقتيادهم إلى معرفة الله، والتجاوب مع محبته الفائقة