عــــــــــــــــــاطل بــــــــــدرجة وزيــــــــــــــر
عاطل بدرجــــــــــة وزير
عندما عُدت الى المنزل وجدت "أندرو" ابن خالتى فى انتظارى ... و"أندرو" هذا شخصية غريبة الأطوار نلانه يجمع بين كثير من المتناقضات فهو خليط من الطباع المصرية زالانجليزية معاً ...بل وأحياناً أشعر أنه إنجليزى أكثر منه مصرى نظراً لأنه يعيش فى إنجلترا منذ فترة طويله بسبب ظروف عمل والده هناك ،وقد جاء مه اسرته إلى مصر فى زيارة قصيرة .
حاولت أن اتجاذب معه اطراف الحديث ،ولكن بحذر شديد ،لأننى احسست أننى أحمل راية الدفاع عن الشباب المصرى أمام ذلك الوافد من بلاد الإنجليز .. وبالرغم من أننى أعلم مسبقاً أن المعركة لن تكون فى صالحى على الإطلاق لأن مفردات الحياة عندنا هو خليط من "جوهرى ..،وبابا اوبح..والسكوسيكو" بينما الأطفال هناك يقرأون روايات شكسبير ويصممون برامج كمبيوتر ويناقشون اتفاقيات الجات ..!! إلا أننى حاولت أن اجاريه حتى يُحسب لى على الاقل شرف المحاولة ، فسألته بلهجة متعالية "تُرى ما هى الوظيفه التى تفكر فيها بعد الانتهاء من دراستك ؟" فأجاب بالبرود الإنجليزى المعهود "عاطل!!" لم اصدق أذنى قلت له "هل هناك وظيفة أسمها عاطل ؟!" فرد "أندرو" بلا اكتراث بل إن عاطل هى صفة من ليس له وظيفة "... وعندما وجد كل علامات الاستفهام على وجهى مرسومه حتى أننى فتحت فمى وظهر جزء كبير من بلعومى قال لى موضحاً :"هل سمعت لدراسه التى اجريت مؤخراً لاستطلاع اراء الأطفال فى جميع انحاء العالم لمعرفة المهنة المفضلة لديهم ؟" قلت له متعجباً "لا!!"
فقال لقد اختار الطفل الأمريكى أن يصبح خبير كمبيوتر ،وتمنى الطفل الروسى أن يكون رائد فضاء ،بينما اختار الطفل الفرنسى أن يعمل فىمجال تصميم الأزياء ،وأختار الطفل الألمانى أن يكون مهندساً فى احد مصانع السيارات أما الطفل الأسرائيلى فتمنى أن يكون سمساراً للأراضى العربيه ّ..ثم قال ساخراً وبالطبع أختار الطفل المصرى أن يكون لاعب كره ..!! قلت فى نفسى أنا أكاد أنفجر من الغيظ يادى الفضيحه .. هو احنا ما نسترش نفسنا أبدا ثم أكمل قائلاً "أما فى إنجلترا فنحن نفضل أن نكون عاطلين !!"فسألته متعجباً "ولم=كن لماذا" فقال لأن العاطل فى بريطانيا يتقاضى بدل بطاله يوازى مرتب وزير فى مصر وهذا بالاضافة للامتيازات الأخرى مثل الحصول على جهاز محمول بالمجان ليتمكن من الاتصال بسهوله باصحاب الاعمال وعرض خدماته عليهم ،والالتحاق بدورات تدريبيه متقدمه فى مجال دراسته لتنمية قدراته .. وغير ذلك من أمتيازات !!فمصمصت شفتى فى حسرة وقلت له " ياسلام ..آدى الشغلات والا بلاش ..." وتمنيت للأخ "أندرو" التوفيق والسداد ليكون من أشهر الرجال العواطليه !!.
عندما انصرف "اندرو"لم يشغلنى حديثه بقد ما كان يلح على بشدة سؤال واحد عن المستقبل ؟!!
فأنا لا أجيد لعب الكره وكذلك وظيفة عاطل لم تدرجها وزارة القوى العاملة بعد بعد من بين التخصصات المطلوبه فى سوق العمل .. وأياً كانت الكلية التى سوف ألتحق بها -حتىوأن كانت من كليات القمه - فإن العمل بعد التخرج غير مضمون .. فأنا شخصياً أعرف كثير من الخريجين على درجة عاطل ومعهم خبرة خمس وعشر سنوات فى هذا المجال ، وبالطلع لا يتقاضون اجر
ولكن بعد لحظان من التفكير تذكرت أن لدينا من هو أغنى من الحكومة البريطانيه وأكثر رحمة من وزارة القوى العامله المصريه .. فيجب ألا نقلق أبداً بشأن المستقبل فنحن لا نعرف أين يكمن خيرنا مثلما يعرف الله ، فهو يهتم بأولاده ويقوتهم ويدفع عنهم كل شر لأنه المسئول عنا ومقاليد الأمور كلها فى يده ..
فكثيرون قد بدا لهم أنهم قد ارتقوا سلم النجاح ولكن النتيجة فى النهاية كانت مخيبة للآمال ،بينما آخرون كانت البداية بالنسبة لهم شائكة ومليئة بالمشاكل .. إلا انهم نجحوا فى الطريق الذى رسمه الله لهم .
فلا يجب الحكم على الأمور فى بدايتها ، فالفرشاة الاولى التى يضعها الفنان فى اللوحة لا تعبر بأى حال من الأحوال عن صورتها النهائيه .. فما بالنا إذا كانت هذه اللوحة فى يد الفنان الأعظم الذى نقشنا على كفه
عاطل بدرجــــــــــة وزير
عندما عُدت الى المنزل وجدت "أندرو" ابن خالتى فى انتظارى ... و"أندرو" هذا شخصية غريبة الأطوار نلانه يجمع بين كثير من المتناقضات فهو خليط من الطباع المصرية زالانجليزية معاً ...بل وأحياناً أشعر أنه إنجليزى أكثر منه مصرى نظراً لأنه يعيش فى إنجلترا منذ فترة طويله بسبب ظروف عمل والده هناك ،وقد جاء مه اسرته إلى مصر فى زيارة قصيرة .
حاولت أن اتجاذب معه اطراف الحديث ،ولكن بحذر شديد ،لأننى احسست أننى أحمل راية الدفاع عن الشباب المصرى أمام ذلك الوافد من بلاد الإنجليز .. وبالرغم من أننى أعلم مسبقاً أن المعركة لن تكون فى صالحى على الإطلاق لأن مفردات الحياة عندنا هو خليط من "جوهرى ..،وبابا اوبح..والسكوسيكو" بينما الأطفال هناك يقرأون روايات شكسبير ويصممون برامج كمبيوتر ويناقشون اتفاقيات الجات ..!! إلا أننى حاولت أن اجاريه حتى يُحسب لى على الاقل شرف المحاولة ، فسألته بلهجة متعالية "تُرى ما هى الوظيفه التى تفكر فيها بعد الانتهاء من دراستك ؟" فأجاب بالبرود الإنجليزى المعهود "عاطل!!" لم اصدق أذنى قلت له "هل هناك وظيفة أسمها عاطل ؟!" فرد "أندرو" بلا اكتراث بل إن عاطل هى صفة من ليس له وظيفة "... وعندما وجد كل علامات الاستفهام على وجهى مرسومه حتى أننى فتحت فمى وظهر جزء كبير من بلعومى قال لى موضحاً :"هل سمعت لدراسه التى اجريت مؤخراً لاستطلاع اراء الأطفال فى جميع انحاء العالم لمعرفة المهنة المفضلة لديهم ؟" قلت له متعجباً "لا!!"
فقال لقد اختار الطفل الأمريكى أن يصبح خبير كمبيوتر ،وتمنى الطفل الروسى أن يكون رائد فضاء ،بينما اختار الطفل الفرنسى أن يعمل فىمجال تصميم الأزياء ،وأختار الطفل الألمانى أن يكون مهندساً فى احد مصانع السيارات أما الطفل الأسرائيلى فتمنى أن يكون سمساراً للأراضى العربيه ّ..ثم قال ساخراً وبالطبع أختار الطفل المصرى أن يكون لاعب كره ..!! قلت فى نفسى أنا أكاد أنفجر من الغيظ يادى الفضيحه .. هو احنا ما نسترش نفسنا أبدا ثم أكمل قائلاً "أما فى إنجلترا فنحن نفضل أن نكون عاطلين !!"فسألته متعجباً "ولم=كن لماذا" فقال لأن العاطل فى بريطانيا يتقاضى بدل بطاله يوازى مرتب وزير فى مصر وهذا بالاضافة للامتيازات الأخرى مثل الحصول على جهاز محمول بالمجان ليتمكن من الاتصال بسهوله باصحاب الاعمال وعرض خدماته عليهم ،والالتحاق بدورات تدريبيه متقدمه فى مجال دراسته لتنمية قدراته .. وغير ذلك من أمتيازات !!فمصمصت شفتى فى حسرة وقلت له " ياسلام ..آدى الشغلات والا بلاش ..." وتمنيت للأخ "أندرو" التوفيق والسداد ليكون من أشهر الرجال العواطليه !!.
عندما انصرف "اندرو"لم يشغلنى حديثه بقد ما كان يلح على بشدة سؤال واحد عن المستقبل ؟!!
فأنا لا أجيد لعب الكره وكذلك وظيفة عاطل لم تدرجها وزارة القوى العاملة بعد بعد من بين التخصصات المطلوبه فى سوق العمل .. وأياً كانت الكلية التى سوف ألتحق بها -حتىوأن كانت من كليات القمه - فإن العمل بعد التخرج غير مضمون .. فأنا شخصياً أعرف كثير من الخريجين على درجة عاطل ومعهم خبرة خمس وعشر سنوات فى هذا المجال ، وبالطلع لا يتقاضون اجر
ولكن بعد لحظان من التفكير تذكرت أن لدينا من هو أغنى من الحكومة البريطانيه وأكثر رحمة من وزارة القوى العامله المصريه .. فيجب ألا نقلق أبداً بشأن المستقبل فنحن لا نعرف أين يكمن خيرنا مثلما يعرف الله ، فهو يهتم بأولاده ويقوتهم ويدفع عنهم كل شر لأنه المسئول عنا ومقاليد الأمور كلها فى يده ..
فكثيرون قد بدا لهم أنهم قد ارتقوا سلم النجاح ولكن النتيجة فى النهاية كانت مخيبة للآمال ،بينما آخرون كانت البداية بالنسبة لهم شائكة ومليئة بالمشاكل .. إلا انهم نجحوا فى الطريق الذى رسمه الله لهم .
فلا يجب الحكم على الأمور فى بدايتها ، فالفرشاة الاولى التى يضعها الفنان فى اللوحة لا تعبر بأى حال من الأحوال عن صورتها النهائيه .. فما بالنا إذا كانت هذه اللوحة فى يد الفنان الأعظم الذى نقشنا على كفه
_________________
