من طرف lionking الأحد 31 يوليو 2011, 8:11 am السلام على من أتبع الهدى
من مقال على موقعكم وجدت عدة أسئلة سألها كاتب المقال يظنها تسكت السنة المسلمين لكنها لا تدل إلا على جهل كاتبها سواء بمسيحيته أو بالأسلام أو حتى بأسلوب المناقشة و رد الحجة بالحجة و مقارعة الأدلة والترجيح و الأستنباط مستعينآ بالقواعد المنطقية و الفطرة وما يقبله العقل السليم مالم توجد حجة دامغة لقبوله على علاته فمسألة الدين لا نحكم فيها بالعقل فقط فالحكمة من التشريعات مثلا هى محل إجتهاد وتفكر ولكن يقبل التشريع ما دام مؤيد بحجة يطمئن لها
لماذا جاء المسيح"عليه السلام"
هذا هو السؤال الأول فى مقالكم والرد عليه سهل و بسيط بل و منطقى أيضا ولكن الأجابات التى اوردتها كانت سطحية وخالية من الإجابة الصحيحة - لماذا؟
وذلك لأنك ما اردت الحقيقة ولكن فقط ما يدعم وجهة نظرك وهذا ينافى الامانة العلمية بل ويثبت ضعف منطقك لان الشئ الذى يحاول الباحث إخفاؤه حتى لا يطر لمناقشته يعنى و بالضرورة عدم وجود الاجابات لديه.
فالهدف من بعثة المسيح"عليه السلام" بالرسالة هو إعادة اليهود إلى طرق الله المستقيم بعدما بدلو رسالة موسى "عليه السلام" (لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة) وقال (لا تظنوا أني جئت لانقض الشريعة أو الأنبياء ، ما جئت لانقض بل لأكمل ، فأني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض ، لا يـزول حـرف واحـد أو نقطـة واحدة من الناموس حتى يكمل الكل) (متى 5: 17-18( وكذلك أرسلهم ليبشروا باقتراب ملكوت الله هكذا (هؤلاء الأثنى عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً : إلى طريق أمم(1) لا تمضوا ، والى مدينة السامريين لا تدخلوا ، بل بالحزي اذهبوا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ، وفيما انتم ذاهبون عظوا (اكرزوا) قائلين انه قد اقترب ملكوت السموات) (متى 10 : 5-7) وهذا ما يتعارض بشدة مع قوله (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس) (متى 19:28 (
أليس هذا كلام المسيح"عليه السلام" فى الأنجيل ويحل لهم بعض الذى حرم عليهم ويدعو لعبادة إله واحد أحد فرد صمد لا ند له ولا ولد وذلك أن الله وحده كامل قادر فلا يحتاج الى شريك ولاوزير فهو يستطيع أن يغفر ذنوب العباد إذا أراد ذلك بغير ضحية أو قربان ولا يحتاج لحيلة كى يخدع الشيطان
وسؤالكم عن كفاءة الأنبياء السابقين و القول أنه إذا أعتبرنا أن المسيح "عليه السلام" هو مجرد نبى من الأنبياء فهذا يعنى أن الأنبياء السابقين قد قصروا وأنهم غير أكفاء فهذا سؤال باطل وإلا فأنكم تبطلون رسالة كل الرسل من بعد آدم حتى المسيح"عليه السلام" ويجب أن نفرق بين الرسول و الرسالة
فالرسول هو بشر بل خير البشر أختاره الله ليبلغ دعوته وكل الرسل و الأنبياء بلغوا ما تلقوة عن ربهم فلم يكتموا شيئآ ونصحوا الناس وأنذروهم ولا يملكون للناس نفعآ أو ضررأ بعد ذلك (فمن أهتدى فأنما يهتدى لنفسة و من ضل فإنما يضل عليها)
أما الرسالة و التعاليم فهى كتاب الله الذى يتضمن شرائعه و ما ارتضاه لنا ربنا من أحكام لكن الناس بدلوا وحرفوا فخرجت الرسالات عن مضمونها الالهى وأصبحت شرائع بشرية مملوءة بالنقائص و الاضطرابات فيتحدث الأنجيل عن موت يهوذا فيقول متى 5/75 (أنه طرح الفضة فى الهيكل ثم مضى وشنق نفسه) بينما نجد فى أعمال الرسل 18/1 (أنه أقتنى حقلا من أجرة الظلم وسقط على وجهه وأنشق من الوسط و خرجت أحشاؤة) – "فكيف مات يهوذا حقآ" وفى التوراة أن لوط عليه السلام زنا بأبنتية وأن يعقوب صارع ربه حتى طلوع الفجر فقال له الله أطلقنى لأنه قد طلع الفجر قال له يعقوب لا أطلقك حتى تباركنى - فهل تصدق أنت ايها المسيحى العاقل هذا الكلام - أما عند الحديث عن المسيح "عليه السلام" نجد الأضطراب بين الأناجيل فى عدة نقاط مثل
* متى 1 : 6 – 7 نسب يسوع عن طريق سليمان بن داوود
* لوقا 3 : 23 -31 نسب يسوع عن طريق ناثان بن داوود
* متى 1 : 16 يعقوب والد يوسف
* لوقا 3 : 23 هالى والد يوسف
* متى 1 : 17 جميع الأجيال من داوود إلى المسيح ثمانية وعشرون
* لوقا 3 : 23 -28 عدد الأجيال من داوود إلى المسيح أربع وثلاثون
ويتضح أن أسماء و أعداد آباء المسيح مختلفة بين أنجيلى متى و لوقا فإن قلتم أن متى ذكر الآباء الحقيقين وذكر لوقا الآباء الإعتبارين فإن ذلك لايفسر الأختلاف فى العدد فأيهما نصدق مع العلم أن صحة أحدهم تعنى بطلان الأخر بالضرورة وكما يذكر د/ بارت إيرمان وهو أستاذ اللاهوت أن هناك المئات من المعلومات الموجودة بالأناجيل المتضاربة وغير موثقة تاريخيآ ونجد أيضآ
* متى 10 : 34 جاء يسوع ليلقى سيفا وليس سلاما
* لوقا 12 : 49 – 53 جاء يسوع ليلقى ناراً وإنقساما
* يوحنا 16 : 33 جاء يسوع ليلقى سلاما ! بينما يقول يسوع
* لوقا 19 : 27 أما أعدائى أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فاْتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى !! فأين الحق ؟ أليس معنى الأنجيل البشارة الطبية أو السارة ؟؟؟
تذكرون أن الشق الأدمى لعيسى بأعتبار الأم مريم عليها السلام و الشق الالهى بأعتبار الآب ثم تعودون لأنتساب عيسى عليه السلام لداود النبى بأعتبار خطيب أمه "يوسف النجار" فيكون له أم واحدة وأثنين من الأباء ؟
أنكم بنسب عيسى عليه السلام لخطيب أمه تثبتون تهمة الزنا التى رما بها اليهود - لعنهم الله – مريم البتول ولا نجد فى أى أنجيل أى عبارة تبرئ مريم العذراء من هذه التهمه وتكون التبرئة الوحيدة لها فى القرآن الكريم فتحدث القرآن عن قصة حملها بعيسى عليه السلام ثم مولده فيقول سبحانه ( فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئآ فريا * يا أخت هارون ما كان أبوك أمرأ سوء وما كانت أمك بغيآ * فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان فى المهد صبيآ * قال أنى عبد الله آتنى الكتاب وجعلنى نبيآ * وجعلنى مباركآ أين ما كنت ,اوصانى بالصلاة و الزكاة ما دمت حيآ * و السلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيآ ) فتلك براءة من الله لمريم فى القرأن فأين هى فى الأنجيل ؟ والقول الحق – من الأنجيل - أن عيسى عليه السلام هو بشر خلقه الله بكلمه منه لايشابة الإله الواحد الأحد فى شئ حيث تقول الأناجيل (أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ أجابه لماذا تدعوني صالحاً ؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله) (مرقس 10 : 17 - 18) (لوقا 18:18) (متى 16:19) وأيضا
( الله لا اله إلا هو) اشعيا 45 : 5 : 6 : 17 : 21 : 22 و 46 : 9 وزكريا 9:14 يوحنا 3:17 الخ . فماذا بعد الحق إلا الضلال
اما التساؤل عمن حرف الأنجيل فنقول أن التحريف بدأ قديما جدآ وكان لبولس النصيب الأكبر
ماذا يقول العلماء والباحثون الغربيون عن بولس
• يقول اتش جى ويلز أن بولس "هو المؤسس الحقيقى للمسيحيه وليس عيسى"
• يقول برى فى كتابه ديانات العالم ("بولس" كون المسيحيه على حساب عيسى "فبولس"هو فى الحقيقه مؤسس المسيحيه(
• يقول السير ارثر فندلاى فى كتابة الكون المنشور " أن بولس هو الذى وضع اساس الدين المسيحى "
• يقول هارت"فالمسيحية لم يؤسسها شخص واحد، وإنما أقامها اثنان: المسيح عليه السلام والقديس بولس، ولذلك يجب أن يتقاسم شرف إنشائها هذان الرجلان. فالمسيح عليه السلام قد أرسى المبادئ الأخلاقية للمسيحية، وكذلك نظراتها الروحية وكل ما يتعلق بالسلوك الإنساني. وأما مبادئ اللاهوت فهي من صنع القديس بولس"، ويقول هارت: "المسيح لم يبشر بشيء من هذا الذي قاله بولس الذي يعتبر المسئول الأول عن تأليه المسيح"
• يقول العالم الألمانى “دى يونس” فى كتابه (الإسلام) : “ إن روايات الصلب والفداء من مخترعات بولس ومَنْ شابهه من المنافقين خصوصاً وقد اعترف علماء النصرانية قديماً وحديثاً بأن الكنيسة العامة كانت منذ عهد الحواريين إلى مضى 325 سنة بغير كتاب معتمد ، وكل فرقة كان لها كتابها الخاص بها ”
• يقول الاستاذ الدكتور شارل جنبيير أستاذ ورئيس قسم تاريخ المسيحية بجامعة الاديان بباريس فى كتابه "المسيحية نشأتها وتطورها "والنتيجه الاكيدة لدراسات الباحثين هى أن عيسى لم يدع هو أنه المسيح المنتظر ولم يقل عن نفسه أنه "أبن الله" كذلك لا يسمح لنا أى نص من نصوص الاناجيل بأطلاق تعبير "أبن الله"على عيسى فتلك لغة لم يبدأ فى استخدامها سوى المسيحيين اللذين تأثروا بالثقافة اليونانية ,أنها اللغة التى استخدمها القديس بولس كما استخدمها مؤلف الانجيل الرابع" إنجيل يوحنا كتبه ليقرر الوهية المسيح كما يقول يوسف الخورى فى كتابه(من تحفة الجبل)"ان يوحنا صنف انجيله فى آخر حياته بطلب من اساقفة آسيا والسبب انه كان هناك طوائف تنكر لاهوت المسيح فطلبوا منة اثبات الوهيته وذكر ما اهمله متى ومرقص فى اناجيلهم
والعجيب ان الفاتيكان يعترف الى حد كبير بموقف بولس من المسيحيه وعدم حرصه عليها وترك الوثنيين على حالهم فقد جاء فى كتاب نشره الفاتيكان بعنوان المسيحيه عقيده وعمل "كان القديس بولس ينصح لحديثى الايمان ان يحتفظوا بما كانوا عليه من احوال قبل ايمانهم بيسوع" وذلك امر يستدعى ماهو اكثر من الدهشه .
ولكن ما أسباب انتشار دعوة بولس
• يقول الأب )بولس إلياس) فى كتابه “يسوع المسيح”: " إن الأناجيل بُنِيَت على المعتقدات فقد نشأت المعتقدات بواسطة بولس ، ثم كتب بولس رسائله بين سنة 55 وسنة 63 ميلادية ، بَيْدَ أنَّ الإنجيليين لم يبدءوا كتابة أناجيلهم إلا فى سنة 63 ميلادية ”.ونلفت النظر هنا إلى مسألة الختان فإن عيسى قد أختتن كما تذكر الأناجيل ثم أبطل بولس هذة السنة إذن فبولس كان يشرع تشريعات جديدة يخالف بها عيسى عليه السلام .
حيث كان بولس يدعو لنصرانية التثليث وألوهية الميسح فى مواجهة من ينادى ببشريته "أمثال آريوس" وكان ضعيفآ حتى آمن الأمبراطور قسطنطين به و بنصرانيته ونشرها بالقوة ولنرجع هنا إلى مجمع نيقية سنة 325 حيث تم أنتخاب الأربعة الأناجيل المعروفة مما يربو عدده على الأربعين أو الخمسين من الأناجيل المختلفة والمتضادة ، مع إحدى وعشرين رسالة من رسائل لا تعد ولا تحصى ، فصودق عليها. وهكذا ثبت العهد الجديد من قبل هيئة عددها 318 شخصاً من القائلين بألوهية المسيح فى مقابل حوالى 700 شخص معارضآ وهكذا كان العالم المسيحي محروماً من العهد الجديد مدة 325 سنة أي انه كان بغير كتاب فغلبت عقيدة التثليث قهرآ وكما يروى بولس نفسه أنه كان من مدينة طرطوس وكان ينتمى لطائفة من اليهود تسمى الفريسين وهى من أشد اليهود معاداة لهذا الدين حتى رأى رؤيا يقول له المسيح لماذا ( لماذا تطهضنى أذهب و بشر بى ) فآمن وأصبح يدعو لهذا الدين وأدعى أنه رسول عيسى علمآ أنه لم يقدم دليلا واحدا على صدقه وتروى الأناجيل أن التلاميذ لم يصدقوه حتى شهد له برنابا فقبلوه وفكرة التثليث ليست جديدة فهى كانت موجودة فى عقائد و فلسفات الرومان و المصرين و الهنود وبالضرورة فإن الحديث لابد وأنه نقل من القديم وكل هذه العقائد سابقة للنصرانية ولا يمكن لأى شخص مهما كان مدعيا و كاذبا أن يقول أن أحد أنبياء بنى إسرائيل ذكرة فكرة التثليث فهل غفلوا جميعآ عنها أم علموها ولم يذكروها بل أن عيسى نفسه لم يذكرها حتى أنه عندما سئل عن أفضل الأعمال قال ( أن ئؤمن بالرب إلاهك من كل قلبك ) ولم يذكر شئ عن الآلهة الثلاث بل هو أيضا لم يتحدث عن مسأله صلبه التى هى هدفه الأسمى وسبب مجيئة للأرض إلا فى العشاء الأخير وكما يروى الشيخ الدكتور سعيد عبد العظيم غفر الله له فى كتابة دعوة أهل الكتاب لدين رب العباد أنه أحصى أكثر من 40 وجهة تطابق و ليس مجرد تشابه بين الأناجيل والكتب السابقة من كتب كونفوشيوس و البراهمة والزرادشتية وغيرهم ونذكر منها (لما حملت ديفاكى ظهر كريشنا كزهرة جميلة فى رحمها الشفاف كالبلور) وفى الأنجيل ( فلما حملته مريم أصبح رحمها كالبلور الشفاف وظهر يسوع فيه كزهرة جميلة) وهذا تطابق و ليس تشابهة وهو دليل واحد من بين أدلة كثيرة على وقوع التحريف .
وبهذا وقع التحريف فى الكتب القديمة و بالتالى كل النسخ المترجمة منها أحتوت نفس التحرف و التبديل علما بأن ترجمة النصوص لاتنقلها كما هى بل هى تحتوى جزء من فكر و ثقافة المترجم لذلك إذا أعطيت كتابآ واحدآ لأثنين من المترجمين حصلت على نسخ مختلفة تبعآ لثقافة كل منهم وفهمه للنصوص التى قام بترجمتها ومدى علمه بالغات التى يتعامل معها فلو مر كتاب بخمس مراحل فقط من الترجمات ليصل من لغته الأصلية الى العربية مثلا فمن الضرورى وجود أختلافات "حتى لو كانت غير مقصودة" بين النصين فما بالك إذا كان النص الأصلى غير صحيح أو غير معلموم ومما يؤيد ذلك أن البابا شنودة بابا الأسكندرية قال أنه أحيانا يضيف شخص أحدى القصص التى يراها مناسبة لموضع معين على هامش الأنجيل ثم فى أحدى الطبعات نجد أن القصة قد دخلت فى متن الكتاب و أصبحت جزء من الأنجيل ثم هدد البابا دار الكتاب المقدس المسؤلة عن عملية طبع الأنجيل أنة قد يلجأ لطبع الأنجيل بمعرفة الكنيسة إذا لم تلنزم بنسخة واحدة يكون قد وافق هو عليها وقد ذكر أيضا أن هناك أخطاء حدثت فى عملية الترجمة وأن بعض هذه الأخطاء قد تم تصويبها و بعضها لم تصوب
والأناجيل الحالية تدلل على ذلك فمثلا نسخة الملك جيمس التى يفتخر بها كثيرون تجد منها عدة أصدارات مثل الملك جيمس ، الملك جيمس الجديدة ، الملك جميس الأمريكية و الريفازد إيديشن وغيرهم كثير وكل منها تختلف عن الأخرى بينما لا تجد على وجة الأرض إلا مصحف واحد يضم قرآنآ واحدآ
وقد ترك الله الناس على أهوائهم (ولو شاء لآمن من فى الأرض جميعآ) إبتلاءآ و إختبارآ ليرى (من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه)
كان هذا ردا على نعض التساؤلات التى وردت وإن شاء الله نكمل قريبآ
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت نستغفرك و نتوب إليك
;hk
من مقال على موقعكم وجدت عدة أسئلة سألها كاتب المقال يظنها تسكت السنة المسلمين لكنها لا تدل إلا على جهل كاتبها سواء بمسيحيته أو بالأسلام أو حتى بأسلوب المناقشة و رد الحجة بالحجة و مقارعة الأدلة والترجيح و الأستنباط مستعينآ بالقواعد المنطقية و الفطرة وما يقبله العقل السليم مالم توجد حجة دامغة لقبوله على علاته فمسألة الدين لا نحكم فيها بالعقل فقط فالحكمة من التشريعات مثلا هى محل إجتهاد وتفكر ولكن يقبل التشريع ما دام مؤيد بحجة يطمئن لها
لماذا جاء المسيح"عليه السلام"
هذا هو السؤال الأول فى مقالكم والرد عليه سهل و بسيط بل و منطقى أيضا ولكن الأجابات التى اوردتها كانت سطحية وخالية من الإجابة الصحيحة - لماذا؟
وذلك لأنك ما اردت الحقيقة ولكن فقط ما يدعم وجهة نظرك وهذا ينافى الامانة العلمية بل ويثبت ضعف منطقك لان الشئ الذى يحاول الباحث إخفاؤه حتى لا يطر لمناقشته يعنى و بالضرورة عدم وجود الاجابات لديه.
فالهدف من بعثة المسيح"عليه السلام" بالرسالة هو إعادة اليهود إلى طرق الله المستقيم بعدما بدلو رسالة موسى "عليه السلام" (لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة) وقال (لا تظنوا أني جئت لانقض الشريعة أو الأنبياء ، ما جئت لانقض بل لأكمل ، فأني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض ، لا يـزول حـرف واحـد أو نقطـة واحدة من الناموس حتى يكمل الكل) (متى 5: 17-18( وكذلك أرسلهم ليبشروا باقتراب ملكوت الله هكذا (هؤلاء الأثنى عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً : إلى طريق أمم(1) لا تمضوا ، والى مدينة السامريين لا تدخلوا ، بل بالحزي اذهبوا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ، وفيما انتم ذاهبون عظوا (اكرزوا) قائلين انه قد اقترب ملكوت السموات) (متى 10 : 5-7) وهذا ما يتعارض بشدة مع قوله (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس) (متى 19:28 (
أليس هذا كلام المسيح"عليه السلام" فى الأنجيل ويحل لهم بعض الذى حرم عليهم ويدعو لعبادة إله واحد أحد فرد صمد لا ند له ولا ولد وذلك أن الله وحده كامل قادر فلا يحتاج الى شريك ولاوزير فهو يستطيع أن يغفر ذنوب العباد إذا أراد ذلك بغير ضحية أو قربان ولا يحتاج لحيلة كى يخدع الشيطان
وسؤالكم عن كفاءة الأنبياء السابقين و القول أنه إذا أعتبرنا أن المسيح "عليه السلام" هو مجرد نبى من الأنبياء فهذا يعنى أن الأنبياء السابقين قد قصروا وأنهم غير أكفاء فهذا سؤال باطل وإلا فأنكم تبطلون رسالة كل الرسل من بعد آدم حتى المسيح"عليه السلام" ويجب أن نفرق بين الرسول و الرسالة
فالرسول هو بشر بل خير البشر أختاره الله ليبلغ دعوته وكل الرسل و الأنبياء بلغوا ما تلقوة عن ربهم فلم يكتموا شيئآ ونصحوا الناس وأنذروهم ولا يملكون للناس نفعآ أو ضررأ بعد ذلك (فمن أهتدى فأنما يهتدى لنفسة و من ضل فإنما يضل عليها)
أما الرسالة و التعاليم فهى كتاب الله الذى يتضمن شرائعه و ما ارتضاه لنا ربنا من أحكام لكن الناس بدلوا وحرفوا فخرجت الرسالات عن مضمونها الالهى وأصبحت شرائع بشرية مملوءة بالنقائص و الاضطرابات فيتحدث الأنجيل عن موت يهوذا فيقول متى 5/75 (أنه طرح الفضة فى الهيكل ثم مضى وشنق نفسه) بينما نجد فى أعمال الرسل 18/1 (أنه أقتنى حقلا من أجرة الظلم وسقط على وجهه وأنشق من الوسط و خرجت أحشاؤة) – "فكيف مات يهوذا حقآ" وفى التوراة أن لوط عليه السلام زنا بأبنتية وأن يعقوب صارع ربه حتى طلوع الفجر فقال له الله أطلقنى لأنه قد طلع الفجر قال له يعقوب لا أطلقك حتى تباركنى - فهل تصدق أنت ايها المسيحى العاقل هذا الكلام - أما عند الحديث عن المسيح "عليه السلام" نجد الأضطراب بين الأناجيل فى عدة نقاط مثل
* متى 1 : 6 – 7 نسب يسوع عن طريق سليمان بن داوود
* لوقا 3 : 23 -31 نسب يسوع عن طريق ناثان بن داوود
* متى 1 : 16 يعقوب والد يوسف
* لوقا 3 : 23 هالى والد يوسف
* متى 1 : 17 جميع الأجيال من داوود إلى المسيح ثمانية وعشرون
* لوقا 3 : 23 -28 عدد الأجيال من داوود إلى المسيح أربع وثلاثون
ويتضح أن أسماء و أعداد آباء المسيح مختلفة بين أنجيلى متى و لوقا فإن قلتم أن متى ذكر الآباء الحقيقين وذكر لوقا الآباء الإعتبارين فإن ذلك لايفسر الأختلاف فى العدد فأيهما نصدق مع العلم أن صحة أحدهم تعنى بطلان الأخر بالضرورة وكما يذكر د/ بارت إيرمان وهو أستاذ اللاهوت أن هناك المئات من المعلومات الموجودة بالأناجيل المتضاربة وغير موثقة تاريخيآ ونجد أيضآ
* متى 10 : 34 جاء يسوع ليلقى سيفا وليس سلاما
* لوقا 12 : 49 – 53 جاء يسوع ليلقى ناراً وإنقساما
* يوحنا 16 : 33 جاء يسوع ليلقى سلاما ! بينما يقول يسوع
* لوقا 19 : 27 أما أعدائى أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فاْتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى !! فأين الحق ؟ أليس معنى الأنجيل البشارة الطبية أو السارة ؟؟؟
تذكرون أن الشق الأدمى لعيسى بأعتبار الأم مريم عليها السلام و الشق الالهى بأعتبار الآب ثم تعودون لأنتساب عيسى عليه السلام لداود النبى بأعتبار خطيب أمه "يوسف النجار" فيكون له أم واحدة وأثنين من الأباء ؟
أنكم بنسب عيسى عليه السلام لخطيب أمه تثبتون تهمة الزنا التى رما بها اليهود - لعنهم الله – مريم البتول ولا نجد فى أى أنجيل أى عبارة تبرئ مريم العذراء من هذه التهمه وتكون التبرئة الوحيدة لها فى القرآن الكريم فتحدث القرآن عن قصة حملها بعيسى عليه السلام ثم مولده فيقول سبحانه ( فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئآ فريا * يا أخت هارون ما كان أبوك أمرأ سوء وما كانت أمك بغيآ * فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان فى المهد صبيآ * قال أنى عبد الله آتنى الكتاب وجعلنى نبيآ * وجعلنى مباركآ أين ما كنت ,اوصانى بالصلاة و الزكاة ما دمت حيآ * و السلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيآ ) فتلك براءة من الله لمريم فى القرأن فأين هى فى الأنجيل ؟ والقول الحق – من الأنجيل - أن عيسى عليه السلام هو بشر خلقه الله بكلمه منه لايشابة الإله الواحد الأحد فى شئ حيث تقول الأناجيل (أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ أجابه لماذا تدعوني صالحاً ؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله) (مرقس 10 : 17 - 18) (لوقا 18:18) (متى 16:19) وأيضا
( الله لا اله إلا هو) اشعيا 45 : 5 : 6 : 17 : 21 : 22 و 46 : 9 وزكريا 9:14 يوحنا 3:17 الخ . فماذا بعد الحق إلا الضلال
اما التساؤل عمن حرف الأنجيل فنقول أن التحريف بدأ قديما جدآ وكان لبولس النصيب الأكبر
ماذا يقول العلماء والباحثون الغربيون عن بولس
• يقول اتش جى ويلز أن بولس "هو المؤسس الحقيقى للمسيحيه وليس عيسى"
• يقول برى فى كتابه ديانات العالم ("بولس" كون المسيحيه على حساب عيسى "فبولس"هو فى الحقيقه مؤسس المسيحيه(
• يقول السير ارثر فندلاى فى كتابة الكون المنشور " أن بولس هو الذى وضع اساس الدين المسيحى "
• يقول هارت"فالمسيحية لم يؤسسها شخص واحد، وإنما أقامها اثنان: المسيح عليه السلام والقديس بولس، ولذلك يجب أن يتقاسم شرف إنشائها هذان الرجلان. فالمسيح عليه السلام قد أرسى المبادئ الأخلاقية للمسيحية، وكذلك نظراتها الروحية وكل ما يتعلق بالسلوك الإنساني. وأما مبادئ اللاهوت فهي من صنع القديس بولس"، ويقول هارت: "المسيح لم يبشر بشيء من هذا الذي قاله بولس الذي يعتبر المسئول الأول عن تأليه المسيح"
• يقول العالم الألمانى “دى يونس” فى كتابه (الإسلام) : “ إن روايات الصلب والفداء من مخترعات بولس ومَنْ شابهه من المنافقين خصوصاً وقد اعترف علماء النصرانية قديماً وحديثاً بأن الكنيسة العامة كانت منذ عهد الحواريين إلى مضى 325 سنة بغير كتاب معتمد ، وكل فرقة كان لها كتابها الخاص بها ”
• يقول الاستاذ الدكتور شارل جنبيير أستاذ ورئيس قسم تاريخ المسيحية بجامعة الاديان بباريس فى كتابه "المسيحية نشأتها وتطورها "والنتيجه الاكيدة لدراسات الباحثين هى أن عيسى لم يدع هو أنه المسيح المنتظر ولم يقل عن نفسه أنه "أبن الله" كذلك لا يسمح لنا أى نص من نصوص الاناجيل بأطلاق تعبير "أبن الله"على عيسى فتلك لغة لم يبدأ فى استخدامها سوى المسيحيين اللذين تأثروا بالثقافة اليونانية ,أنها اللغة التى استخدمها القديس بولس كما استخدمها مؤلف الانجيل الرابع" إنجيل يوحنا كتبه ليقرر الوهية المسيح كما يقول يوسف الخورى فى كتابه(من تحفة الجبل)"ان يوحنا صنف انجيله فى آخر حياته بطلب من اساقفة آسيا والسبب انه كان هناك طوائف تنكر لاهوت المسيح فطلبوا منة اثبات الوهيته وذكر ما اهمله متى ومرقص فى اناجيلهم
والعجيب ان الفاتيكان يعترف الى حد كبير بموقف بولس من المسيحيه وعدم حرصه عليها وترك الوثنيين على حالهم فقد جاء فى كتاب نشره الفاتيكان بعنوان المسيحيه عقيده وعمل "كان القديس بولس ينصح لحديثى الايمان ان يحتفظوا بما كانوا عليه من احوال قبل ايمانهم بيسوع" وذلك امر يستدعى ماهو اكثر من الدهشه .
ولكن ما أسباب انتشار دعوة بولس
• يقول الأب )بولس إلياس) فى كتابه “يسوع المسيح”: " إن الأناجيل بُنِيَت على المعتقدات فقد نشأت المعتقدات بواسطة بولس ، ثم كتب بولس رسائله بين سنة 55 وسنة 63 ميلادية ، بَيْدَ أنَّ الإنجيليين لم يبدءوا كتابة أناجيلهم إلا فى سنة 63 ميلادية ”.ونلفت النظر هنا إلى مسألة الختان فإن عيسى قد أختتن كما تذكر الأناجيل ثم أبطل بولس هذة السنة إذن فبولس كان يشرع تشريعات جديدة يخالف بها عيسى عليه السلام .
حيث كان بولس يدعو لنصرانية التثليث وألوهية الميسح فى مواجهة من ينادى ببشريته "أمثال آريوس" وكان ضعيفآ حتى آمن الأمبراطور قسطنطين به و بنصرانيته ونشرها بالقوة ولنرجع هنا إلى مجمع نيقية سنة 325 حيث تم أنتخاب الأربعة الأناجيل المعروفة مما يربو عدده على الأربعين أو الخمسين من الأناجيل المختلفة والمتضادة ، مع إحدى وعشرين رسالة من رسائل لا تعد ولا تحصى ، فصودق عليها. وهكذا ثبت العهد الجديد من قبل هيئة عددها 318 شخصاً من القائلين بألوهية المسيح فى مقابل حوالى 700 شخص معارضآ وهكذا كان العالم المسيحي محروماً من العهد الجديد مدة 325 سنة أي انه كان بغير كتاب فغلبت عقيدة التثليث قهرآ وكما يروى بولس نفسه أنه كان من مدينة طرطوس وكان ينتمى لطائفة من اليهود تسمى الفريسين وهى من أشد اليهود معاداة لهذا الدين حتى رأى رؤيا يقول له المسيح لماذا ( لماذا تطهضنى أذهب و بشر بى ) فآمن وأصبح يدعو لهذا الدين وأدعى أنه رسول عيسى علمآ أنه لم يقدم دليلا واحدا على صدقه وتروى الأناجيل أن التلاميذ لم يصدقوه حتى شهد له برنابا فقبلوه وفكرة التثليث ليست جديدة فهى كانت موجودة فى عقائد و فلسفات الرومان و المصرين و الهنود وبالضرورة فإن الحديث لابد وأنه نقل من القديم وكل هذه العقائد سابقة للنصرانية ولا يمكن لأى شخص مهما كان مدعيا و كاذبا أن يقول أن أحد أنبياء بنى إسرائيل ذكرة فكرة التثليث فهل غفلوا جميعآ عنها أم علموها ولم يذكروها بل أن عيسى نفسه لم يذكرها حتى أنه عندما سئل عن أفضل الأعمال قال ( أن ئؤمن بالرب إلاهك من كل قلبك ) ولم يذكر شئ عن الآلهة الثلاث بل هو أيضا لم يتحدث عن مسأله صلبه التى هى هدفه الأسمى وسبب مجيئة للأرض إلا فى العشاء الأخير وكما يروى الشيخ الدكتور سعيد عبد العظيم غفر الله له فى كتابة دعوة أهل الكتاب لدين رب العباد أنه أحصى أكثر من 40 وجهة تطابق و ليس مجرد تشابه بين الأناجيل والكتب السابقة من كتب كونفوشيوس و البراهمة والزرادشتية وغيرهم ونذكر منها (لما حملت ديفاكى ظهر كريشنا كزهرة جميلة فى رحمها الشفاف كالبلور) وفى الأنجيل ( فلما حملته مريم أصبح رحمها كالبلور الشفاف وظهر يسوع فيه كزهرة جميلة) وهذا تطابق و ليس تشابهة وهو دليل واحد من بين أدلة كثيرة على وقوع التحريف .
وبهذا وقع التحريف فى الكتب القديمة و بالتالى كل النسخ المترجمة منها أحتوت نفس التحرف و التبديل علما بأن ترجمة النصوص لاتنقلها كما هى بل هى تحتوى جزء من فكر و ثقافة المترجم لذلك إذا أعطيت كتابآ واحدآ لأثنين من المترجمين حصلت على نسخ مختلفة تبعآ لثقافة كل منهم وفهمه للنصوص التى قام بترجمتها ومدى علمه بالغات التى يتعامل معها فلو مر كتاب بخمس مراحل فقط من الترجمات ليصل من لغته الأصلية الى العربية مثلا فمن الضرورى وجود أختلافات "حتى لو كانت غير مقصودة" بين النصين فما بالك إذا كان النص الأصلى غير صحيح أو غير معلموم ومما يؤيد ذلك أن البابا شنودة بابا الأسكندرية قال أنه أحيانا يضيف شخص أحدى القصص التى يراها مناسبة لموضع معين على هامش الأنجيل ثم فى أحدى الطبعات نجد أن القصة قد دخلت فى متن الكتاب و أصبحت جزء من الأنجيل ثم هدد البابا دار الكتاب المقدس المسؤلة عن عملية طبع الأنجيل أنة قد يلجأ لطبع الأنجيل بمعرفة الكنيسة إذا لم تلنزم بنسخة واحدة يكون قد وافق هو عليها وقد ذكر أيضا أن هناك أخطاء حدثت فى عملية الترجمة وأن بعض هذه الأخطاء قد تم تصويبها و بعضها لم تصوب
والأناجيل الحالية تدلل على ذلك فمثلا نسخة الملك جيمس التى يفتخر بها كثيرون تجد منها عدة أصدارات مثل الملك جيمس ، الملك جيمس الجديدة ، الملك جميس الأمريكية و الريفازد إيديشن وغيرهم كثير وكل منها تختلف عن الأخرى بينما لا تجد على وجة الأرض إلا مصحف واحد يضم قرآنآ واحدآ
وقد ترك الله الناس على أهوائهم (ولو شاء لآمن من فى الأرض جميعآ) إبتلاءآ و إختبارآ ليرى (من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه)
كان هذا ردا على نعض التساؤلات التى وردت وإن شاء الله نكمل قريبآ
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت نستغفرك و نتوب إليك
;hk
