سلام الرب
سؤال من اخت الى مسلم
"أنا أعلم أن المسلمين لا يعتقدون بالخطيئة الأصلية ولكن بغض النظر عن كون الإنسان يولد مخطئا أو لا ، ألا توافقني بأن الإنسان خطاء وكثير الخطأ؟ ماذا يفعل الإنسان تجاه خطئه ومعصيته؟ أنا أفهم التوبة لكن يبدو أنه لا يمكن لأحد أن يبلغ النجاة عند الله. ولهذا أرسل الله ابنه ليقتل على الصليب من أجلنا ، من أجل الخلاص من ذنوبنا الحاضرة والماضية والقادمة."
جواب المسلم
"حيال مسألة الخطيئة الأصلية فالكلام عليه من عدة جهات :
الأولى : أن موقف العقيدة الإسلامية حيال الذنوب البشرية هو : أن الشخص كما يتحمل تبعة عمله ولا يتحملها غيره فكذلك لا يتحمل هو تبعة عمل غيره ، كما قال عز وجل : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } ، ففكرة الخطيئة الأصلية منتفية بهذا فإذا أخطأ الأب فما ذنب الأولاد والأحفاد أن يتحملوا خطيئة عملها غيرهم ، إن العقيدة النصرانية التي تحمل الذرية خطأ أبيهم هي عين الظلم ، فهل يقول عاقل أن الذنب يتسلسل عبر قرون البشرية ، وأن ذنب الجد يلطخ الأولاد والأحفاد والأجيال ؟؟
الثانية : أن الخطأ من طبيعة البشر وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم : « كل ابن آدم خطاء » . رواه الترمذي 2423 ، لكن الله لم يجعل الإنسان عاجزا عند حصول الذنب لا يملك أن يفعل شيئا حياله بل أعطاه الفرصة وفتح له الباب للتوبة والعودة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في تكملة الحديث السابق : « وخير الخطائين التوابون » ، وتظهر رحمة الرب في شريعة الإسلام جلية عندما ينادي سبحانه وتعالى عباده بقوله : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } [سورة الزمر:53] . فهذه طبيعة النفس البشرية وهذا سبيلها وحل مشكلتها إذا أذنبت ، أما أن تجعل هذه الطبيعة البشرية وهي طبيعة الخطأ سدا منيعا بين العبد وبين الرب وأن العبد لا يقدر على بلوغ مرضات الرب إطلاقا إلا بأن ينزل لهم ابنه ( المزعوم !! ) ليصلب ذليلا مهانا تحت سمع وبصر ( أبيه !! ) فعند ذلك يغفر للبشرية فأمر في غاية العجب والسخافة ومجرد حكاية هذا الكلام الباطل يغني عن الرد عليه ، وقد قلت مرة لشخص نصراني ونحن في نقاش هذه المسألة إذا كنتم تقولون أنه أنزل ابنه ليصلب فداء للبشرية الذين في عصره أو الذين سيأتوا بعد الصلب فما هو ياترى حال الذين أذنبوا وماتوا مذنبين قبل ولادة المسيح ولم يتسنى لهم أن يعرفوا المسيح ليؤمنوا بعقيدة الصلب المذكورة ليغفر لهم ؟ ، فلم يزد على أن قال : بالتأكيد عند قساوستنا رد على هذا الإشكال ! ولو وجد فإنه تلفيق فماذا عساهم يقولون .
وأنت إذ استعرضت العقيدة النصرانية حيال موضوع الخطيئة البشرية بعقل منصف وجدتهم يقولون أن الرب قد ضحى بولده البكر الوحيد ليكفر بذلك خطايا البشر وهذا الابن إله فلئن كان الإله قد ضرب وشتم وصلب فمات فإن هذه العقيدة تحمل في طياتها الإلحاد فيه سبحانه وتعالى واتهامه بالتخاذل والضعف . وهل الرب عاجز عن غفران ذنوب العباد كلهم بكلمة واحدة منه ، إذا كان كذلك وهو على كل شيء قدير ( والنصارى لا يعترضون على هذا ) فما الذي يجعله إذن يضحي بولده من أجل ذلك { تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا } ، { بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم} [سورة الأنعام:101] ، وإذا كان الشخص العادي لا يرضى أن يمس ولده بسوء بل يدافع عنه ولا يسلمه إلى عدو لينال منه أو يسبه ويشتمه فضلا عن أن يتركه يواجه مصير القتل صلبا بأبشع القتلات ، إذا كان هذا حال المخلوق العادي فكيف بالرب .
الثالثة : إن عقيدة التكفير عن الخطيئة الأصلية التي يعتقدها النصارى لها أثر سلبي على واقع الحياة البشرية إذ أن العقيدة النصرانية كما أوردت لا تفرض على الإنسان أي التزامات فما عليه إلا أن يعتقد أن الله قد أرسل ابنه إلى هذه الأرض ليصلب فيموت تكفيرا لأخطاء البشر فيكون بذلك نصرانيا يضمن بذلك الفوز برضى الرب ويدخل الجنة ، وليس هذا فحسب بل يعتقد أن كل ما حدث بابن الله إنما هو لتكفير خطاياه السالفة والحاضرة والمستقبلية ولا تتساءل بعد ذلك عن سبب ما تعيشه المجتمعات النصرانية من تزايد حالات القتل والاغتصاب والسرقة وإدمان الكحول إلى غيرها من الخطايا .. أليس المسيح قد مات لتكفيرها وقد كفرت ومحيت فلما لا يتوقفون عن عمل المعاصي . وقل لي بربك لماذا تعدمون القاتل أحيانا ، وتسجنون المجرم ، وتعاقبون بالعقوبات المختلفة إذا كان المجرم في نظركم قد كفرت ذنوبه وغفرت سائر جرائمه بدم المسيح ؟ أليس تناقضا عجيبا ؟
"
ايه رأيكم في الموضوع
سؤال من اخت الى مسلم
"أنا أعلم أن المسلمين لا يعتقدون بالخطيئة الأصلية ولكن بغض النظر عن كون الإنسان يولد مخطئا أو لا ، ألا توافقني بأن الإنسان خطاء وكثير الخطأ؟ ماذا يفعل الإنسان تجاه خطئه ومعصيته؟ أنا أفهم التوبة لكن يبدو أنه لا يمكن لأحد أن يبلغ النجاة عند الله. ولهذا أرسل الله ابنه ليقتل على الصليب من أجلنا ، من أجل الخلاص من ذنوبنا الحاضرة والماضية والقادمة."
جواب المسلم
"حيال مسألة الخطيئة الأصلية فالكلام عليه من عدة جهات :
الأولى : أن موقف العقيدة الإسلامية حيال الذنوب البشرية هو : أن الشخص كما يتحمل تبعة عمله ولا يتحملها غيره فكذلك لا يتحمل هو تبعة عمل غيره ، كما قال عز وجل : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } ، ففكرة الخطيئة الأصلية منتفية بهذا فإذا أخطأ الأب فما ذنب الأولاد والأحفاد أن يتحملوا خطيئة عملها غيرهم ، إن العقيدة النصرانية التي تحمل الذرية خطأ أبيهم هي عين الظلم ، فهل يقول عاقل أن الذنب يتسلسل عبر قرون البشرية ، وأن ذنب الجد يلطخ الأولاد والأحفاد والأجيال ؟؟
الثانية : أن الخطأ من طبيعة البشر وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم : « كل ابن آدم خطاء » . رواه الترمذي 2423 ، لكن الله لم يجعل الإنسان عاجزا عند حصول الذنب لا يملك أن يفعل شيئا حياله بل أعطاه الفرصة وفتح له الباب للتوبة والعودة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في تكملة الحديث السابق : « وخير الخطائين التوابون » ، وتظهر رحمة الرب في شريعة الإسلام جلية عندما ينادي سبحانه وتعالى عباده بقوله : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } [سورة الزمر:53] . فهذه طبيعة النفس البشرية وهذا سبيلها وحل مشكلتها إذا أذنبت ، أما أن تجعل هذه الطبيعة البشرية وهي طبيعة الخطأ سدا منيعا بين العبد وبين الرب وأن العبد لا يقدر على بلوغ مرضات الرب إطلاقا إلا بأن ينزل لهم ابنه ( المزعوم !! ) ليصلب ذليلا مهانا تحت سمع وبصر ( أبيه !! ) فعند ذلك يغفر للبشرية فأمر في غاية العجب والسخافة ومجرد حكاية هذا الكلام الباطل يغني عن الرد عليه ، وقد قلت مرة لشخص نصراني ونحن في نقاش هذه المسألة إذا كنتم تقولون أنه أنزل ابنه ليصلب فداء للبشرية الذين في عصره أو الذين سيأتوا بعد الصلب فما هو ياترى حال الذين أذنبوا وماتوا مذنبين قبل ولادة المسيح ولم يتسنى لهم أن يعرفوا المسيح ليؤمنوا بعقيدة الصلب المذكورة ليغفر لهم ؟ ، فلم يزد على أن قال : بالتأكيد عند قساوستنا رد على هذا الإشكال ! ولو وجد فإنه تلفيق فماذا عساهم يقولون .
وأنت إذ استعرضت العقيدة النصرانية حيال موضوع الخطيئة البشرية بعقل منصف وجدتهم يقولون أن الرب قد ضحى بولده البكر الوحيد ليكفر بذلك خطايا البشر وهذا الابن إله فلئن كان الإله قد ضرب وشتم وصلب فمات فإن هذه العقيدة تحمل في طياتها الإلحاد فيه سبحانه وتعالى واتهامه بالتخاذل والضعف . وهل الرب عاجز عن غفران ذنوب العباد كلهم بكلمة واحدة منه ، إذا كان كذلك وهو على كل شيء قدير ( والنصارى لا يعترضون على هذا ) فما الذي يجعله إذن يضحي بولده من أجل ذلك { تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا } ، { بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم} [سورة الأنعام:101] ، وإذا كان الشخص العادي لا يرضى أن يمس ولده بسوء بل يدافع عنه ولا يسلمه إلى عدو لينال منه أو يسبه ويشتمه فضلا عن أن يتركه يواجه مصير القتل صلبا بأبشع القتلات ، إذا كان هذا حال المخلوق العادي فكيف بالرب .
الثالثة : إن عقيدة التكفير عن الخطيئة الأصلية التي يعتقدها النصارى لها أثر سلبي على واقع الحياة البشرية إذ أن العقيدة النصرانية كما أوردت لا تفرض على الإنسان أي التزامات فما عليه إلا أن يعتقد أن الله قد أرسل ابنه إلى هذه الأرض ليصلب فيموت تكفيرا لأخطاء البشر فيكون بذلك نصرانيا يضمن بذلك الفوز برضى الرب ويدخل الجنة ، وليس هذا فحسب بل يعتقد أن كل ما حدث بابن الله إنما هو لتكفير خطاياه السالفة والحاضرة والمستقبلية ولا تتساءل بعد ذلك عن سبب ما تعيشه المجتمعات النصرانية من تزايد حالات القتل والاغتصاب والسرقة وإدمان الكحول إلى غيرها من الخطايا .. أليس المسيح قد مات لتكفيرها وقد كفرت ومحيت فلما لا يتوقفون عن عمل المعاصي . وقل لي بربك لماذا تعدمون القاتل أحيانا ، وتسجنون المجرم ، وتعاقبون بالعقوبات المختلفة إذا كان المجرم في نظركم قد كفرت ذنوبه وغفرت سائر جرائمه بدم المسيح ؟ أليس تناقضا عجيبا ؟
"
ايه رأيكم في الموضوع