الترجمات العربية للكتاب المقدس:
عرفت الجزيرة العربية قبل الإسلام، بجانب الوثنية، الديانات السماوية كاليهودية والمسيحية. فقد هاجر عدد كبير من اليهود إلى الجزيرة العربية بعد خراب أورشليم سنة 70 ميلادية على يد القائد الروماني تيطس. فاستوطنوا في عدة جهات منها. كما كانت بيثرب (المدينة المنورة) جالية كبيرة منهم. فعمل هؤلاء على نشر تعاليم التوراة بين القبائل العربية، وانتشرت أفكار دينية وقصص مستوحاة من التوراة في المجتمع العربي، منها ما كان خرافي ومخالف للتوراة. كما أدخلت إلى اللغة العربية مصطلحات دينية جديدة لم تعرفها من قبل.
جاء في تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان في المجلد الثاني مفاده، أن التوراة ترجمت إلى اللغة العربية كلها أو بعضها قبل الإسلام وكانت شائعة بين أدباء العرب، إلا أنها ضاعت في صدر الإسلام وهذا مما جعل البعض أن لا يصدقوا بوجود التوراة بالعربي قبل الإسلام.
وبجانب الديانة اليهودية في الجزيرة العربية، كانت بعض القبائل المسيحية العربية متواجدة هناك، وسفر أعمال الرسل يخبرنا بنشوء كنائس مسيحية نشيطة، كانت في الشام، وفي أنطاكية وفي مدن أخرى من القطر السوري، كما لا ننسى أن بولس الرسول بعد اهتدائه إلى الدين المسيحي ذهب إلى العربية، وقضى هناك ثلاث سنوات، سهل عليه في أثنائها أن يبشر بالإنجيل، سيما وهو الرسول المتأجج بنار غيرة التبشير بإنجيل المسيح.
ومن القبائل العربية المسيحية المشهورة، بنو غسان الذين قطنوا الشام، والمناذرة، وقبائل تغلب، وبكر وتميم، وفريق من بني طي في العراق. وانتشرت المسيحية في الجزيرة العربية بواسطة وعظ النساك والرهبان الذين تواجدوا في قلب الصحراء واهتدى أهل نجران بأجمعهم.
تشير بعض المصادر الإسلامية مثل صحيح البخاري ومسلم وأبي الفرج الأصفهاني أن القس ورقة ابن نوفل كان ينقل الإنجيل من العبرانية إلى العربية. والمتصفح القرآن يشْتَمُّ منه رائحة وجود الكتاب المقدس بالعربي (الانعام 155 و 165 السورة 6). وفي زمن المأمون عصر الترجمة، ترجمت التوراة إلى العربية على يد أحمد بن عبد الله بن سلام ما بين القرنين الثامن والتاسع.
وفي سنة 750 م قام يوحنا أسقف إشبيلية في أسبانيا بترجمة الكتاب المقدس من اللاتينية إلى العربية لمساعدة المسيحيين المغاربة في الأندلس.
وجاء في بعض المصادر أن علماء اليهود في الإسكندرية ترجموا أسفار التوراة وقطع وفصول منقولة عن التوراة السريانية إلى العربية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر.
وترجم سفر المزامير إلى العربية عبد الله بن الفضل في القرن الثاني عشر للميلاد كما ذكر أن سعيد الفيومي – وهو يهودي من الطائفة الربانية – ترجم كتب موسى الخمسة، وسفر أشعياء وأيوب عن الأصل العبراني للتوراة إلى العربية.
في عام 1874 قرر مجلس المرسلين الأمريكان في بيروت، لبنان بالقيام بترجمة جديدة كاملة للكتاب المقدس، بلغة عربية مبسطة بقصد تعميمه وانتشاره في الأقطار العربية، فباشر العمل القس عالي سميث عام 1848 بترجمة الكتاب المقدس من لغاته الأصلية وسار فيه مرحلة طويلة، يساعده في هذا العمل الجليل أساتذة أعلام وفي طليعتهم بطرس البستاني – مؤلف قاموس محيط المحيط – والشاعر العربي الشهير، ناصيف اليازجي. وفي سنة 1854 انتهت أسفار موسى الخمسة، وبعض مقطوعات من العهد الجديد، غير أن سميث توفي بداء السرطان وهو لم ينته بعد من ترجمة الكتاب المقدس كاملاً، فتسلم العمل الدكتور كرنيليوس فانديك، فنقّح ما أنجزه القس عالي سميث وأكمل الأجزاء المتبقية من الكتاب المقدس يعاونه على ذلك الشيخ يوسف الأسير الأديب الأزهري اللامع. وصدرت الطبعة الأولى لترجمة الكتاب المقدس بكامله في 29 آذار (مارس) عام 1865 ومنذ ظهورها وهي تستخدم في الكنائس الإنجيلية العربية.
وبعد مضي سبع سنوات على ظهور الترجمة الإنجيلية (البروتستانتية) قام المرسلون اليسوعيون الكاثوليك بعمل مماثل لترجمة الكتاب المقدس عن الأصلين العبراني واليوناني، وكان رئيس اللجنة الأب أوغسطين روديه مشرفاً على العمل واستأنف العمل سنة 1872. وقد اعتمد على الشيخ إبراهيم اليازجي في الترجمة العربية هذه، يعاونه الأب جمجع، وصدرت الترجمة في ثلاثة مجلدات: الأول سفر التكوين إلى سفر أستير من العهد القديم صدر عام 1876، والمجلد الثاني من سفر أيوب حتى نهاية العهد القديم صدر عام 1880، والمجلد الثالث في العهد الجديد بكامله صدر عام 1878.
وبهذا العمل العظيم أشرق على العالم كوكب جديد بظهور الكتاب المقدس بلغة الضاد، منيراً الكثيرين، وهادياً إلى السبيل المستقيم.
عرفت الجزيرة العربية قبل الإسلام، بجانب الوثنية، الديانات السماوية كاليهودية والمسيحية. فقد هاجر عدد كبير من اليهود إلى الجزيرة العربية بعد خراب أورشليم سنة 70 ميلادية على يد القائد الروماني تيطس. فاستوطنوا في عدة جهات منها. كما كانت بيثرب (المدينة المنورة) جالية كبيرة منهم. فعمل هؤلاء على نشر تعاليم التوراة بين القبائل العربية، وانتشرت أفكار دينية وقصص مستوحاة من التوراة في المجتمع العربي، منها ما كان خرافي ومخالف للتوراة. كما أدخلت إلى اللغة العربية مصطلحات دينية جديدة لم تعرفها من قبل.
جاء في تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان في المجلد الثاني مفاده، أن التوراة ترجمت إلى اللغة العربية كلها أو بعضها قبل الإسلام وكانت شائعة بين أدباء العرب، إلا أنها ضاعت في صدر الإسلام وهذا مما جعل البعض أن لا يصدقوا بوجود التوراة بالعربي قبل الإسلام.
وبجانب الديانة اليهودية في الجزيرة العربية، كانت بعض القبائل المسيحية العربية متواجدة هناك، وسفر أعمال الرسل يخبرنا بنشوء كنائس مسيحية نشيطة، كانت في الشام، وفي أنطاكية وفي مدن أخرى من القطر السوري، كما لا ننسى أن بولس الرسول بعد اهتدائه إلى الدين المسيحي ذهب إلى العربية، وقضى هناك ثلاث سنوات، سهل عليه في أثنائها أن يبشر بالإنجيل، سيما وهو الرسول المتأجج بنار غيرة التبشير بإنجيل المسيح.
ومن القبائل العربية المسيحية المشهورة، بنو غسان الذين قطنوا الشام، والمناذرة، وقبائل تغلب، وبكر وتميم، وفريق من بني طي في العراق. وانتشرت المسيحية في الجزيرة العربية بواسطة وعظ النساك والرهبان الذين تواجدوا في قلب الصحراء واهتدى أهل نجران بأجمعهم.
تشير بعض المصادر الإسلامية مثل صحيح البخاري ومسلم وأبي الفرج الأصفهاني أن القس ورقة ابن نوفل كان ينقل الإنجيل من العبرانية إلى العربية. والمتصفح القرآن يشْتَمُّ منه رائحة وجود الكتاب المقدس بالعربي (الانعام 155 و 165 السورة 6). وفي زمن المأمون عصر الترجمة، ترجمت التوراة إلى العربية على يد أحمد بن عبد الله بن سلام ما بين القرنين الثامن والتاسع.
وفي سنة 750 م قام يوحنا أسقف إشبيلية في أسبانيا بترجمة الكتاب المقدس من اللاتينية إلى العربية لمساعدة المسيحيين المغاربة في الأندلس.
وجاء في بعض المصادر أن علماء اليهود في الإسكندرية ترجموا أسفار التوراة وقطع وفصول منقولة عن التوراة السريانية إلى العربية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر.
وترجم سفر المزامير إلى العربية عبد الله بن الفضل في القرن الثاني عشر للميلاد كما ذكر أن سعيد الفيومي – وهو يهودي من الطائفة الربانية – ترجم كتب موسى الخمسة، وسفر أشعياء وأيوب عن الأصل العبراني للتوراة إلى العربية.
في عام 1874 قرر مجلس المرسلين الأمريكان في بيروت، لبنان بالقيام بترجمة جديدة كاملة للكتاب المقدس، بلغة عربية مبسطة بقصد تعميمه وانتشاره في الأقطار العربية، فباشر العمل القس عالي سميث عام 1848 بترجمة الكتاب المقدس من لغاته الأصلية وسار فيه مرحلة طويلة، يساعده في هذا العمل الجليل أساتذة أعلام وفي طليعتهم بطرس البستاني – مؤلف قاموس محيط المحيط – والشاعر العربي الشهير، ناصيف اليازجي. وفي سنة 1854 انتهت أسفار موسى الخمسة، وبعض مقطوعات من العهد الجديد، غير أن سميث توفي بداء السرطان وهو لم ينته بعد من ترجمة الكتاب المقدس كاملاً، فتسلم العمل الدكتور كرنيليوس فانديك، فنقّح ما أنجزه القس عالي سميث وأكمل الأجزاء المتبقية من الكتاب المقدس يعاونه على ذلك الشيخ يوسف الأسير الأديب الأزهري اللامع. وصدرت الطبعة الأولى لترجمة الكتاب المقدس بكامله في 29 آذار (مارس) عام 1865 ومنذ ظهورها وهي تستخدم في الكنائس الإنجيلية العربية.
وبعد مضي سبع سنوات على ظهور الترجمة الإنجيلية (البروتستانتية) قام المرسلون اليسوعيون الكاثوليك بعمل مماثل لترجمة الكتاب المقدس عن الأصلين العبراني واليوناني، وكان رئيس اللجنة الأب أوغسطين روديه مشرفاً على العمل واستأنف العمل سنة 1872. وقد اعتمد على الشيخ إبراهيم اليازجي في الترجمة العربية هذه، يعاونه الأب جمجع، وصدرت الترجمة في ثلاثة مجلدات: الأول سفر التكوين إلى سفر أستير من العهد القديم صدر عام 1876، والمجلد الثاني من سفر أيوب حتى نهاية العهد القديم صدر عام 1880، والمجلد الثالث في العهد الجديد بكامله صدر عام 1878.
وبهذا العمل العظيم أشرق على العالم كوكب جديد بظهور الكتاب المقدس بلغة الضاد، منيراً الكثيرين، وهادياً إلى السبيل المستقيم.