لماذا قال الشيعة إنّ القرآن محرف وناقص ؟
اعتقد الشيعة التحريف في القرآن للأسباب التالية :
أولا : عدم ذكر الإمامة في القرآن الكريم :
ان الشيعة يعتقدون أن مسألة الإمامة داخلة في المعتقدات الأساسية يكفر منكرها ، فتتعلق بالإيمانيات كالأيمان بالله وبالرسول e وللإمامة عند الشيعة مفهوم خاص ينفردون به عن سائر المسلمين فيعتقدون ( أن الإمامة منصب إلهي كالنبوة فكما أن الله سبحانه يختار من يشاء من عباده للنبوة والرسالة ، ويؤيده بالمعجزة التي هي كنص من الله عليه ... فكذلك يختار للإمامة من يشاء ويأمر نبيه بالنص عليه وأن ينصبه إماما للناس من بعده..) ([1])
أما الفرق بين الرسول والنبي والإمام عندهم فقد روى صاحب الكافي أنه سئل إمامهم الرضا ( ما الفرق بين الرسول والنبي والإمام ؟ فكتب أو قال : الفرق بين الرسول والنبي والإمام : أن الرسول الذي ينزل عليه جبرائيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي وربما رأى في منامه نحو رؤيا إبراهيم "ع" ، والنبي ربما سمع الكلام وربما رأى الشخص ولم يسمع ، والإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص . ([2]) وهذا النص يفيد أن الوحي الإلهي متحقق حصوله للثلاثة على اختلاف في الطريقة والوسيلة التي يصل بها " الوحي" لكن كانت رواية الكافي هذه تقول : إن الإمام يسمع الكلام ولا يرى الشخص " أى الملك " مع أن هناك عدة روايات عندهم تؤكد تحقق رؤية الإمام للملائكة حتى أن " عالمهم " المجلسي عقد في البحار بابا بعنوان ( باب أن الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم وأنهم يرونهم) ([3]) ، وذكر فيه ستة وعشرين حديثا منها ما ذكره عن الصادق قال : ( إن الملائكة لتنزل علينا في رحالنا وتتقلب على فرشنا ، وتحضر موائدنا وتأتينا في وقت كل صلاة لتصليها معنا ، وما من يوم يأتي .. إلا وأخبار أهل الأرض عندنا وما يحدث فيها ..) ([4]).
وعن الصادق ( إن منا لمن ينكت في أذنه ، وإن منا لمن يؤتى في منامه وإن منا لمن يسمع صوت السلسلة تقع على الطشت - كذا - وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرائيل وميكائيل ) ([5]).
فترى في هذه الروايات أن الفرق الذي ذكره الكليني عن الرضا بين الإمام والرسول والنبي - إن كان يعتبر فرقاًً - قد تلاشى حتى قال المجلسي نفسه ( إن استنباط الفرق بين النبي والإمام من تلك الأخبار لا يخلو من إشكال وكذا الجمع بينهما مشكل جدا) ([6]). ثم قال : (ولا نعرف جهة لعدم اتصافهم بالنبوة إلا رعاية خاتم الأنبياء ولا يصل عقولنا فرق بين النبوة والامامه ) ([7]).([8])
الإمامة ركن من أركان الدين عند الشيعة
الإيمان بإمامة الأئمة الاثنى عشر ركن من أركان الدين عندهم وكتبهم مليئة بما يثبت هذا ، من ذلك ما يرويه الكليني بسنده عن أبي جعفر قال : (بني الإسلام على خمس : على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه - يعني الولاية -)([9]).
فالولاية - أي إمامة الاثنى عشر - يعتبرونها الركن الخامس للإسلام ، ويزعمون أنها محل الاهتمام والعناية من الشارع كما يدل على ذلك قوله (ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية) وما ندري أين هذا الاهتمام المزعوم وكتاب الإسلام العظيم كتاب الله تذكر فيه وتكرر أركان الإسلام من الشهادتين والصلاة والصوم والزكاة والحج ولا ذكر فيه لشأن ولاية أئمتهم الاثنى عشر ..
وأحيانا يجعلون أركان الإسلام ثلاثة الولاية إحداها . يروي الكليني بسنده عن الصادق "ع" قال : ( أثافي الإسلام ثلاثة : الصلاة والزكاة والولاية ولا تصح واحدة منهن إلا بصاحبتيها) ([10]).
ويقولون إن الولاية أفضل أركان الإسلام فعن زرارة عن أبي جعفر قال : ( بني الإسلام على خمسة أشياء على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية قال زرارة قلت : وأي شيء من ذلك أفضل ؟ فقال : الولاية أفضل ..) ([11]).
ويقولون إن الولاية لا رخصة فيها ، فعن أبي عبد الله قال : (إن الله افترض على أمة محمد خمس فرائض الصلاة والزكاة والصيام والحج وولايتنا فرخص لهم في أشياء من الفرائض الأربعة ([12]) ، ولم يرخص لأحد من المسلمين في ترك ولايتنا لا والله ما فيها رخصة ([13]).
تكفيرمن أنكر إمامة الأئمة الأثنى عشر عند الشيعة :
وردت روايات كثيرة عندهم تكفر من أنكر إمامة الأئمة الاثنى عشر ، ومن رواياتهم في ذلك :
عن أبي عبد الله "ع" قال : ( من ادعى الإمامة وليس من أهلها فهو كافر) ([14]). وأهلها هم الأئمة الاثنى عشر أو من ينوب عنهم من فقهاء الشيعة .
وعن أبي عبد الله قال : ( ثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم من ادعى امامة من الله ليست له ومن جحد إماما من الله ومن زعم أن لهما ([15]). في الإسلام نصيبا ) ([16]).
والعبادة عندهم لا قبول لها إلا بالإيمان بولاية الاثنى عشر ففي " البحار " للمجلسي : ( لو أن عبدا عبد الله ألف سنة وجاء بعمل 72 نبيا ما تقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت وإلا أكبه الله على منخريه في نار جهنم ) ([17]).
وعن الصادق - قال : ( الجاحد لولاية علي كعابد وثن ) ([18]).
وعقد المجلسي في " البحار " عدة أبواب في هذا المعنى منها : ( باب أنه لاتقبل الأعمال إلا بالولاية ) وذكر فيه واحدا وسبعين حديثا لهم ([19]).
( باب ... أنه يسئل عن ولايتهم في القبر ) وفيه 22 حديثا ([20]).
( باب أنهم شفعاء الخلق وأن إياب الخلق إليهم وحسابهم عليهم وأنه يسأل عن حبهم وولايتهم في يوم القيامة ) وفيه 15 حديثا ([21]).
أقوال علماء الشيعة تدل على
ان منكر ولاية أحد الائمة الاثنى عشر كافر عند الشيعة .
قال ابن بابويه القمي في رسالته في الاعتقادات :
( واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من بعده "ع" أنه بمنزلة من جحد نبوة الأنبياء ) .
واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من آمن بجميع الأنبياء ثم أنكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . وقال النبي - صلى الله عليه وآله ( الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي فمن أنكر واحدا منهم فقد أنكرني ) ([22]).
وقال القمي : ( فمن ادعى الإمامة وليس بإمام فهو الظالم الملعون ، ومن وضع الإمامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون وقال النبي - صلىالله عليه وآله - من جحد عليا إمامته من بعدي فإنما جحد نبوتي ، ومن جحد نبوتي فقد جحد ربوبيته وقال الصادق : من شك في كفر أعدائنا والظالمين لنا فهو كافر ) ([23]).
وهذا ابن المطهر الحلي يعد من لم يؤمن بأئمتهم أشد شرا من اليهود والنصارى قال: (الإمامة لطف عام والنبوة لطف خاص لإمكان خلو الزمان من نبي حي بخلاف الإمام وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص ) ([24]).
وقال عالمهم نعمة الله الجزائري : إنا لم نجتمع معهم( أي اهل السنة ) على إله ولا على نبي ولا على إمام وذلك أنهم يقولون إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه وخليفته بعده أبو بكر ونحن لانقول بهذا الرب ولا بذلك النبي بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا ) ([25]).
وقال المفيد : ( اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار) ([26]).
وقال : ( اتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار وأن على الإمام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم وإقامة البينات عليهم فإن تابوا من بدعهم ، وصاروا الى الصواب وإلا قتلهم لردتهم عن الإيمان وأن من مات منهم على ذلك فهو من أهل النار) ([27]).
وقال شيخهم الطوسي : (ودفع الأمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر لأن الجهل بهما على حد واحد ) ([28]).
وقال المجلسي : ( وقد وردت أخبار متواترة أنه لايقبل عمل من الأعمال الا بالولاية ) ([29]).
هذا رأي الشيعة فيمن أنكر إمامة أئمتهم الاثنى عشر([30]) .
وبعد هذا تساءل الشيعة :
لماذا لم تذكر الولاية في القرآن بالرغم من أهميتها العظيمة .
لماذا تذكر الصلاة والزكاة وغيرهما من أركان الإسلام في القرآن ولا تذكر الولاية .
فلما وقعت هذه المشكلة لجأوا إلى القول بأن القرآن محرف ، مغير فيه ، حذف منه آيات كثيرة ، وأسقطت منه كلمات غير قليلة ، حذفها أجلة الصحابة وأكابر الأمة الإسلامية حقدا على علي ، وعنادا لأولاده ، وتضييعا لتراث رسول الله صلى الله عليه وآله .
ثم زوروا في كتبهم رويات مكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى علي وآل بيته عليهم السلام .
أمثلــة لذلــــك :
فمثلا يروي محمد بن يعقوب الكليني عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : لم سمي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ؟ قال : الله سماه ، وهكذا أنزل في كتابه " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ( وأن محمدا رسولي وأن عليا أمير المؤمنين ) "([31]).
وروى أيضا عن جابر قال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد هكذا " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا (في علي) فأتوا بسورة من مثله ([32]).
وروى عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى " سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ( بولاية علي ) ليس له دافع ، ثم قال : هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله([33]).
وروى عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا " فأبى أكثر الناس (بولاية علي) إلا كفورا ، قال : ونزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا " وقل الحق من ربكم (في ولاية علي) فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين (آل محمد) نارا ([34]).
وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال هكذا نزلت هذه الآية "ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به (في علي) لكان خيرا لهم([35]).
وعن منخل عن أبي عبد الله عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا : يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا (في علي) نورا مبينا ([36]) .
وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا "بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله (في علي) بغيا ([37]).
ويذكر على بن إبراهيم القمي في مقدمة تفسيره " أنه طرأ على القرآن تغيير وتحريف ويقول: وأما ما كان خلاف ما أنزل الله فهو قوله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية: خير أمة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي ؟ فقيل له : فكيف نزلت يا ابن رسول الله ؟ فقال : نزلت كنتم خير أئمة أخرجت للناس" وقال: واما ما هو محرف منه فهو قوله : لكن الله يشهد بما أنزل إليك (في علي) كذا نزلت ، وقوله : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ( في علي ) ([38]).
وروى الكليني عن الحسين بن مياح عمن أخبره قال قرأ رجل عند أبي عبد الله عليه السلام " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" فقال : ليس هكذا إنما هي والمأمونون ، فنحن المأمونون "([39]).
فهذه هي الروايات في الولاية ومثلها كثيرة وكثيرة في كتب حديثهم وتفسيرهم وغيرها .
فالمقصود أنهم يقولون بالتحريف في القرآن لأغراض منها إثبات مسألة الإمامة والولاية التي جعلوها أساس الدين وأصله .
ثانيا : اعتقد الشيعة التحريف في القرآن ليتخلصوا من التناقض الذي بين القرآن وكتب الشيعة من حيث منزلة الصحابة رضي الله عنهم .
وذلك أن القرآن الكريم يذكر فضل أصحاب رسول الله الكريم حيث يشهد القرآن على مقامهم السامي وشأنهم العالي، ومرتبتهم الراقية ، ودرجاتهم الرفيعة ، إذ ذكر الله عز وجل المهاجرين والأنصار مادحا أخلاقهم الكريمة ، وسيرتهم الطيبة ، وبشرهم بالجنة التي تجرى تحتها الأنهار ، ووعدهم وبخاصة خلفاء رسول الله الراشدين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا - رضى الله عنهم - بالتمكين في الأرض ، والخلافة الربانية في عباده ، ونشر الدين الإسلامي الصحيح الحنيف على أيديهم المباركة ، الميمونة ، في أقطار الأرض وأطرافها ورفع راية الإسلام والمسلمين ، وإعلاء كلمته ، وتشريفه بعضهم بذكره مع رسول الله e وإنزال السكينة على رسوله وعلى أبي بكر في كلامه ، الخالد ، المخلد إلى الأبد ، كما قال الله عز وجل في القرآن المجيد الذي أنزله على محمد e ، وأعطاه ضمان حفظه الى يوم الدين ، قال فيه مادحا المهاجرين والأنصار ، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وغيرهم : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه ، وأعد له جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ، ذلك الفوز العظيم } ([40]) .
وقال : { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله ، والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا ، لهم مغفرة ورزق كريم } ([41]) .
وقال : { لايستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وكلا وعد الله الحسنى ، والله بما تعملون خبير }([42]) .
وقال : { فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه ، أولئك هم المفلحون } ([43]).
وقال في أصحابه e الذين كانوا معه في الحديبية وبايعوه على الموت : { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ، يد الله فوق أيديهم }([44]).
وقال مبشرا لهم بالجنة : { لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ، فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا }([45]).
وقال الله في صحابته البررة : { محمد رسول الله ، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ، تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود - إلى أن قال - وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما}([46]).
وقال : { للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، وينصرون الله ورسوله ، أولئك هم الصادقون . والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون }([47]).
وقال : { ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم ، وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ، أولئك هم الراشدون ، فضلا من الله ونعمة ، والله عليم
حكيم }([48]).
وقال في الخلفاء الراشدين : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا }([49]).
وقال في صاحبه : { إلا تنصروه فقد نصره الله اذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم }([50]) .
والله سبحانه وتعالى لم يمدحهم إلا لانهم صحبوا رسول الله e ، واتبعوا النور الذي أنزل إليه ، وصاروا له وزراء مخلصين، وأنصاراً محبين ، وأعواناً صادقين . فارقوا الأوطان ، وهجروا الولدان ، يذبون عن شريعته ، وينافحون من أجل تبليغ سنته . هانت عليهم في سبيل الله أرواحهم ، ورخصت عندهم من أجله أموالهم . ظهرت منهم علامات الخير في السيما والسمت والهدى والصدق . وصفهم الله عز وجل في كتابه فقال سبحانه { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً . محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلط فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً}([51]).
خرجوا مشرقين مغربين ، يفتحون المعمورة بلداً بلداً ، خرجوا وأخرجوا العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ، ومن جور الأنظمة الوحلية إلى عدالة الرسالة السماوية خرجوا وحطموا كل طاغوت لا يؤمن بالله واليوم الآخر وقف في وجه المد الإسلامي وحال بينه وبين الناس من أن يسمعوا كلمة الحق ، رهبان بالليل ، فرسان بالنهار {تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون }( [52]). يمشون على الأرض بقلوب معلقة بالسماء . الله ربهم ، والإسلام دينهم ، ومحمد e نبيهم ، والقرآن دستور حياتهم ، والفكاك من النار ، ودخول الجنة أسمى أمانيهم ، امتدت فتوحاتهم آلاف الأميال ، عبر الصحاري المقفرة والبحار المهلكة ، والجبال الوعرة في زمن كانت وسائل المواصلات فيه : الجمال ، والبغال ، والحمير ، وفي كل مكان يمرون به تدور بينهم وبين أعداء الله معارك تشيب لهولها الولدان ، ويسطر تاريخها بدماء الشهداء ، وليس ذلك فحسب ، بل فتحوا القلوب المغلقة، بالنور الذي كانوا يحملونه ، فما يخرجون من بلد بعد فتحها إلا وأبناء ذلك البلد يخرجون معهم ليجاهدوا في سبيل الله مع إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان ، وجمع بينهم الإسلام بأقوى الروابط ، حتى فتحوا الأرض ، وارتفع صوت الحق مدوياً في كل مكان: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ([53]).
وأما ما في كتب الشيعة فهو يناقض كلام الله تماما فكتب الشيعة مليئة بسب وتكفير ولعن لأصحاب الرسول e ولعن لأمهات المؤمنين اللاتي هن ازواج الرسولe .
( أ ) تكفيــر الصحابــــة .
يرون عن ابي جعفر كذبا أنه قال :
1 - كان الناس أهل الردة بعد النبي إلا ثلاثة - وذكره كبير مؤرخي الشيعة الكشى في رجاله " ([54]).
2 - وروى الكشي أيضا عن حمدويه قال : قال أيوب بن نوح عن محمد بن الفضل وصفوان عن أبي خالد القماط عن حمران قال : قلت لأبي جعفر "ع" ما اقلنا لو اجتمعنا على شاة ما افنيناها ؟ قال . فقال : ألا أخبرك بأعجب من ذلك ؟ قال . فقلت بلى . قال : المهاجرون والأنصار ذهبوا ... إلا ثلاثة "([55]).
3 - " يروون عن علي أنه عرض القرآن على المهاجرين والأنصار ، ولما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح المهاجرين والأنصار فردوه إلى علي وقالوا لا حاجة لنا فيه"([56]).
4 - قالوا : إن الرسول ابتلى بأصحاب قد ارتدوا من بعده عن الدين إلا القليل([57]).
(ب) تأويلهم للآيات الواردة في الكفار والمنافقين بخيار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم خليفتاه ووزيراه وصهراه وحبيباه أبو بكر وعمر ، ويثلثون أحياناً بصاحب الجود والحياء ومن وضع ماله في سبيل الله وجهز جيش العسرة وغيره صهر رسول الله صلىالله عليه وسلم في ابنتيه ، عثمان رضي الله عنه وغيرهم من صحابة رسول الله الأخيار ومن تبعهم بإحسان ([58]).
وقبل أن نذكر تلك الروايات ننبه القارئ أن ما كتبه أوائل الشيعة في عصر الكليني وما بعده كان بلغة الرمز والإشارة أى كانوا يرمزون للخلفاء الثلاثة أبى بكر وعمر وعثمان برموز معينة مثل : الفصيل أى أبا بكر ، ورمع أي عمر ونعثل أي عثمان ولهم رموز آخرى مثل (فلان وفلان وفلان ) أي أبا بكر وعمر وعثمان ولهم رموز أخرى مثل (الأول والثاني والثالث) أى أبا بكر وعمر وعثمان ولهم رموز أيضا مثل حبتر ودلام أي أبا بكر وعمر أو عمر وأبابكر، ولهم رموز أيضا صنما قريش أبا بكر وعمر/ وأيضا فرعون وهامان أو عجل الامه والسامري أي أبا بكر وعمر .
أما ما كتبه شيوخ الشيعة في ظل الدولة الصفوية فكان فيه التكفير لأفضل أصحاب محمد e صريحا ومكشوفاً .
أما الروايات فهي :
1 - روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله في قوله تعالى { .. ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين }([59]). قال : هما ، ثم قال : وكان فلان شيطاناً ([60]) .
قال المجلسي في شرحه للكافي في بيان مراد صاحب الكافي بـ " هما " قال : هما أي أبو بكر وعمر والمراد بفلان عمر أي الجن المذكور في الآية عمر وإنما سمي به لأنه كان شيطانا إما لأنه كان شرك شيطان لكونه ولد زناً أو لأنه في المكر والخديعة كالشيطان وعلى الأخير يحتمل العكس بأن يكون المراد بفلان أبا بكر ([61]).
2 - ويروون عن أبي عبد الله أنه قال في قوله { ولا تتبعوا خطوات الشيطان}([62])
قال : (وخطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان) ([63]).أي أبو بكر وعمر .
3 - ويروون عن أبي جعفر في قوله { .. وما كنت متخذ المضلين عضداً}([64]). قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل ابن هشام) فأنزل الله وما كنت متخذ المضلين عضداً ([65]) .
4 - ويروون على أبي عبد الله أنه قال في قول الله { إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم أزدادوا كفراً..} ([66]) قال : نزلت في فلان وفلان ( أبو بكر وعمر) آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وآله في أول الأمر ثم كفروا حين عرضت عليهم الولاية حيث قال من كنت مولاه فعلي مولاه ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام حيث قالوا له بأمر الله وأمر رسوله فبايعوه ثم كفروا حين مضى رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يقروا بالبيعة ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهم فهؤلاء لم يبق منه من الإيمان شيء ([67]).
5 - وعن حريز عمن ذكره عن أبي جعفر في قول الله { وقال الشيطان لما قضي الأمر..}([68]). قال هو الثاني وليس في القرآن {وقال الشيطان} إلا وهو الثاني([69]). يعنون بالثاني عمر رضي الله عنه - وعن زرارة عن أبي جعفر في قوله تعالى : { لتركبن طبقاً عن طبق}([70]). قال يازرارة أو لم تركب هذه الأمة بعد نبيها طبقاًً عن طبق في أمر فلان وفلان وفلان ([71])- يعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم - قال عالمهم الفيض الكاشاني : ( ركوب طبقاتهم كناية عن نصبهم إياهم للخلافة واحداً بعد واحد).
6 - وعند قوله سبحانه {.. فقاتلوا أئمة الكفر }([72]) يروي العياشي عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول دخل على أناس من البصرة فسألوني عن طلحة والزبير فقلت لهم كانا إمامين من أئمة الكفر([73]).
7 - ويفسرون الجبت والطاغوت الوارد في قوله سبحانه { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ..} ([74]).، يفسرونهما بصاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيريه وصهريه وخليفتيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ([75]).
8 - وعند قوله سبحانه { لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم }([76]) روى العياشي عن أبي بصير عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : (يؤتي بجهنم لها سبعة أبواب ، بابها الأول للظالم وهو زريق ، وبابها الثاني لحبتر ، والباب الثالث للثالث، والرابع لمعاوية ، والباب الخامس لعبد الملك ، والباب السادس لعسكر بن هوسر ، والباب السابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم ) ([77]).
قال المجلسي في تفسير هذا النص : (زريق كناية عن الأول لأن العرب يتشأم بزرقة العين ، والحبتر هو الثعلب ولعله إنما كني عنه لحيلته ومكره وفي غيره من الأخبار وقع بالعكس وهو أظهر إذ الحبتر بالأول أنسب ويمكن أن يكون هنا أيضاً المراد ذلك ، وإنما قدم الثاني لأنه أشقى وأفظ وأغلظ ، وعسكر بن هوسر كناية عن بعض خلفاء بني أمية أو بني العباس ، وكذا أبو سلامة كناية عن أبي جعفر الدوانيقي ويحتمل أن يكون عسكر ، كناية عن عائشة وسائر أهل الجمل إذ كان اسم جمل عائشة عسكرا وروى أنه كان شيطاناً) ([78]).
9 - وفي قوله تعالى : { .. إذ يبيتون ما لا يرضى من القول }([79])عن أبي جعفر أنه قال فيها :
فلان وفلان وفلان - أى أبا بكر وعمر - وأبو عبيدة بن الجراح([80]) -وفي رواية أخرى : عن أبي الحسن يقول هما وابو عبيدة بن الجراح ([81]). - هما أي أبو بكر وعمر - وفي رواية ثالثة الأول والثاني وأبو عبيدة بن الجراح([82]). (الأول والثاني أي أبو بكر وعمر) .
10 - ويفسرون الفحشاء والمنكر، في قوله { وينهى عن الفحشاء والمنكروالبغي} ([83]) بولاية أبي بكر وعمر وعثمان ، فيروون عن أبي جعفر - عليه السلام - أنه قال: وينهي عن الفحشاء : الأول . والمنكر : الثاني . والبغي : الثالث([84]).
11- جاء في بحار الأنوار : " قلت (الراوي يقول لإمامهم) ومن أعداء الله أصلحك الله ؟ قال : الأوثان الأربعة ، قال : قلت : من هم ؟ قال : أبو الفصيل ، ورمع ، ونعثل ، ومعاوية ومن دان دينهم ، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله "([85]).
قال شيخهم المجلسي في بيانه لهذه المصطلحات : " أبو الفصيل أبو بكر ، لأن الفصيل والبكر متقاربان في المعنى ، ورمع مقلوب عمر ، ونعثل هو عثمان"([86]).
12- وفي قوله سبحانه : { ... أو كظلمت } قالوا : فلان وفلان { في بحر لجي يغشه موج} يعنى نعثل {من فوقه موج} طلحة والزبير {ظلمت بعضها فوق بعض}([87])معاوية .." ([88]).
قال المجلسي : المراد بفلان وفلان أبو بكر وعمر ، ونعثل هو عثمان ([89]).
13 - ومن مصطلحاتهم أيضا للرمز للشيخين ما جاء في تأويلهم سورة الليل وفيها
{ والنهار إذا جلها } هو قيام القائم { والليل إذا يغشها } حبتر ودلام غشيا عليه الحق([90]) .
قال شيخ الدولة الصفوية - في زمنه - (المجلسي) حبتر ودلام : أبو بكر وعمر([91]).
14 - وهذا دعاء خاص للعن أبى بكر وعمر يسمى دعاء صنمي قريش .
" اللهم صل على محمد وآل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيها وأفكيها (وابنتيهما)* اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك وأحبا أعداءك وجحدا آلاءك وعطلا أحكامك
وأبطلا فرائضك وألحدا في آياتك وعاديا أولياءك وواليا أعداءك وخربا بلادك وأفسدا عبادك . اللهم العنهما وأتباعهما وأولياءهما وأشياعهما ومحبيهما وأنصارهما فقد أخربا بيت النبوة وردما بابه ونقضا سقفه وألحقا سماءه بأرضه وعاليه بسافله وظاهره بباطنه واستأصلا أهله وأبادا أنصاره وقتلا أطفاله وأخليا منبره من وصيه ووارث علمه وجحدا إمامته وأشركا بربهما ، فعظم ذنبهما وخلدهما في سقر وما أدراك ما سقر لاتبقي ولاتذر ، اللهم العنهم بعدد كل منكر أتوه وحق أخفوه ، ومنبر علوه ومؤمن أرجوه ومنافق ولوه ، وولي آذوه وطريد آووه ، وصادق طردوه ، وكافر نصروه ، وإمام قهروه ، وفرض غيروه ، وأثر أنكروه وشر آثروه ودم أراقوه وخبر بدلوه ، وكفر نصبوه ، وإرث غصبوه وفيىء اقتطعوه وسحت أكلوه وخيبر استحلوه ، وباطل أسسوه ، وجور بسطوه ونفاق أسروه وغدر أضمروه وظلم نشروه ، ووعد أخلفوه ، وأمان خانوه ، وعهد نقضوه ، وحلال حرموه ، وحرام أحلوه ، وبطن فتقوه وجنين أسقطوه ، وضلع دقوه وصك فرقوه وشمل بددوه وعزيز أذلوه وذليل أعزوه وحق منعوه وكذب دلسوه وحكم قلبوه وإمام خالفوه، اللهم العنهما بكل آية حرفوها ، وفريضة تركوها وسنة غيروها ورسوم منعوها وأحكام عطلوها وبيعة نكثوها ودعوى أبطلوها وبينة أنكروها وحيلة أحدثوها وخيانة أوردوها وعقبة ارتقوها ، ودباب دحرجوها وأزيان لزموها وشهادات كتموها ووصية ضيعوها ، اللهم ألعنهما في مكنون السر وظاهر العلانية لعنا كثيرا أبدا دائما دائبا سرمدا لا انقطاع لأمده ولانفاد لعدده لعنا يعود أوله ولا يروح آخره لهم ولأعوانهم وأنصارهم ومحبيهم ومواليهم والمسلمين لهم والمائلين إليهم والناهضين باحتجاجهم والمقتدين بكلامهم والمصدقين بأحكامهم (قل أربع مرات ) اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين " ([92]).
وهذا الدعاء قد جاء أيضا في كتاب (تحفة عوام مقبول ) ([93])، وأيضاً في كتاب المصباح للكفعمي([94]) وأيضاً في كتاب بحار الأنوار للمجلسي ج82 ص 260 كتاب الصلاة باب آخر في القنوتات الطويلة . ط دار احياء التراث العربي - بيروت .
15 - آية الله الخميني :
يقول في كتابه كشف الأسرار : " إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله ، وما حللاه وحرماه من عندهما وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين" ([95]).
ويقول بعد اتهامه للشيخين بالجهل " وإن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موقع الإمامة وأن يكونوا ضمن أولى الأمر "( [96]).
ويقول أيضا : "الواقع أنهم أعطوا الرسول حق قدره .. الرسول الذي كد وجد وتحمل المصائب من أجل إرشادهم وهدايتهم ، وأغمض عينيه وفي أذنيه كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية ، والنابعة من أعمال الكفر والزندقة "( [97]).
16 - وقد أفرد صاحب كتاب الصراط المستقيم فصلين خاصين في الطعن على عائشة وحفصة رضي الله عنهما وأرضاهما ، سمى الفصل الأول : (فصل في أم الشرور عائشة) ويعني بها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها .
أما الفصل الآخر فقد خصصه للطعن في حفصة رضي الله عنها وعن أبيها وجعل عنوانه (فصل في أختها حفصة) ([98]).
17 - يقول نعمة الله الجزائري :
عمر بن الخطاب في دبره داء لايشفى إلا بماء الرجال ، فهو مما يؤتي في دبره .
وقال نعمة الله الجزائري روى العياشي حديثا بمعنى ما قاله على عمر بن الخطاب ولكنه لم يذكر الحديث ([99]).
وكان يقصد هذا الحديث :
عن محمد بن إسماعيل عن رجل سماه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : دخل رجل على أبي عبد الله فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه فقال : مه هذا اسم لايصلح إلا لأمير المؤمنين عليه السلام الله سماه به ، ولم يسم به أحد غيره فرضي به إلا كان منكوحا وإن لم يكن به ابتلي به وهو قول الله في كتابه {إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً}( [100]). قال قلت : فماذا يدعي به قائمكم ؟ قال : يقال له ، السلام عليك يا بقية الله السلام عليكم يا ابن رسول الله ([101]).
18- يقول نعمة الله الجزائري كان عثمان بن عفان مما يتخنث ويلعب به ([102]).
ويوجد كثير من الاحاديث وأقوال العلماء في سب وتكفير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثالثا : من الاسباب التي جعلتهم يطعنون بالقرآن عدم ذكر اسماء الأئمة وفضائلهم ومعجزاتهم وفضائل زيارة قبورهم في القرآن الكريم، أجبر علماء الشيعة على اتهام الصحابة بحذف فضائل الأئمة ومعجزاتهم من القرآن الكريم .
( أ ) بعض فضائل الأئمة وصفاتهم عند الشيعة :
حديث الشيعة عن فضائل أئمتهم وصفاتهم حديث كثير وخطير وسنذكر فيما يلي أهم الأبواب في كل من الكافي ، والبحار التي حوت أحاديثهم عن فضائل الأئمة .
وهذه الأبواب خلاصة موجزة لأحاديثهم تبين حجم الغلو واتساعه فهي ليست روايات شاذة في كتبهم بل هي أبواب تحمل عناوين أشبه ما يكون بقواعد وأصول أساسية في معتقدهم وهي تمكن للقارئ من أخذ فكرة متكاملة عن منزلة الأئمة عندهم ([103]).
والأبواب هي :
(1) باب ( أنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام ) وفيه ثلاثة عشر حديثاً([104]).
(2) باب (تفضيلهم "ع" على الأنبياء وعلى جميع الخلق وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق وأن أولى العزم إنما صاروا أولى العزم بحبهم صلوات الله عليهم ) وفيه 88 حديثاً ([105]).
(3) باب (أن دعاء الأنبياء استجيب بالتوسل والاستشفاع بهم "ع") وفيه 16 حديثا([106]).
(4) باب (أنهم يقدرون على إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وجميع معجزات الأنبياء) وفيه 4 أحاديث([107]) .
(5) باب (أنهم لا يحجب عنهم علم السماء والأرض والجنة والنار وأنه عرض عليهم ملكوت السموات والأرض ويعلمون علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ) وفيه 22 حديثاً ([108]). ، وهذا الباب جاء في الكافي بعنوان باب (أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لايخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم) فيه ستة أحاديث([109]).
(6) باب (أنهم يعرفون الناس بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق وعندهم كتاب فيه أسماء أهل الجنة وأسماء شيعتهم وأعدائهم وأنه لايزيلهم خبر مخبر عما يعلمون من أحوالهم) وفيه أربعون حديثاً ([110])، وفي الكافي باب ( أن الأئمة لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وعليه ) وفيه حديثان ([111]).
(7) باب ( أن الأئمة إذا شاؤوا أن يعلموا علموا) وفيه ثلاثة أحاديث ([112]).
(
باب (أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم ) وفيه خمسة أحاديث ([113])
(9) باب (أنهم لا يحجب عنهم شيء من أحوال شيعتهم وما تحتاج إليه الأمة من جميع العلوم وأنهم يعلمون ما يصيبهم من البلايا ويصبرون عليها ولو دعوا الله في دفعها لأجيبوا وأنهم يعلمون ما في الضمائر وعلم المنايا والبلايا وفصل الخطاب والمواليد) وفيه ثلاثة وأربعون حديثا ([114]).
(10) باب (أن عندهم الاسم الأعظم وبه يظهر منهم الغرائب) وفيه عشرة أحاديث([115]) .
(11) باب (أنهم يظهرون بعد موتهم ويظهر منهم الغرائب وتأتيهم أرواح الأنبياء "ع" وتظهر لهم الأموات من أوليائهم وأعدائهم ) وفيه 13 حديثا([116]) .
(12) باب ( أنهم أمان لأهل الأرض من العذاب) وفيه 6 أحاديث([117]) .
(13) باب (أن الله تعالى يرفع للإمام عمودا ينظر فيه الى أعمال العباد) وفيه 16حديثا([118]) .
(14) باب (أنهم عليهم السلام يعلمون جميع الألسن واللغات ويتكلمون بها) وفيه 7 أحاديث . ([119]) .
(15) باب (أنهم يعلمون منطق الطيور والبهائم ) وفيه 26 حديثا . ([120]) .
(16) باب ( أن الجن خدامهم ويظهرون لهم ويسألونهم عن معالم دينهم ) وفيه 16حديثا. ([121]) .
واليك أخي المسلم بعض الروايات في كتب بعض علماء الشيعة التي تبين فضائل الأئمة
(1) عن النبي e قال لعلي :" إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين ، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين ، والفضل بعدي لك ياعلي وللأئمة من بعدك ، وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا .. ياعلي لولا نحن ماخلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض ، وكيف لانكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى التوحيد ، ومعرفة ربنا عز وجل ، وتسبيحه، وتقديسه،وتهليله،لأن أول ماخلق الله تعالى أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده ،ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمورنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا مخلوقون ، وأنه منزه عن صفاتنا ، فسبحت الملائكة لتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا ... فبنا اهتدوا إلى معرفة الله وتوحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده" ([122]).
(2) وفي بصائر الدرجات عن هاشم بن أبي عمار قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول " أنا عين الله وأنا يد الله ، وأنا جنب الله ، وأنا باب الله "([123]) .
(3) وعن أبي عبد الله قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : " أنا علم الله وأنا قلب الله الواعي ، ولسان الله الناطق ، وعين الله الناظر ، وأنا جنب الله ، وأنا يد الله "( [124]).
(4) جاء في كتاب (علل الشرائع ) عن سماعة بن مهران قال : " إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلائق ، فيصعد عليه رجل ، فيقوم عن يمينه ملك ، وعن يساره ملك، ينادي الذي عن يمينه يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب يدخل الجنة من يشاء وينادي الذي عن يساره يامعشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب عليه السلام يدخل النار من يشاء " ([125]).
(5) اعتقادهم أن الله تعالى ناجى عليا رضي الله عنه :
يروي المفيد عن حمران بن أعين قال : " قلت لأبي عبد الله عليه السلام بلغني أن الرب تبارك وتعالى قد ناجى علياً عليه السلام ، فقال أجل قد كانت بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبريل"( [126]).
وإليك أخي المسلم بعض أقوال كبار علماء الشيعة تؤكد ايمانهم بصفات ومعجزات الأئمة مما ذكرناه :
1 - إمامهم المعاصر وآيتهم العظمى آية الله الخميني يرى أن فضل الأئمة لايبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل : يقول "فإن للإمام مقاما محمودا ، ودرجة سامية ، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون . وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل "( [127]) ومعلوم دخول النبي e في هذا العموم.
2 - يقول نعمة الله الجزائري مبينا رأي الإمامية في المفاضلة بين الأنبياء والأئمة : اعلم أنه لاخلاف بين أصحابنا رضوان الله عليهم في أشرفية نبينا e على سائر الأنبياء عليهم السلام للأخبار المتواترة وإنما الخلاف بينهم في أفضلية أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين عليهم السلام ، على الأنبياء ما عدا جدهم e .
فذهب جماعة : إلى أنهم أفضل من باقي الأنبياء ما خلا أولي العزم فإنهم أفضل من الأئمة عليه السلام ، وبعضهم إلى المساواة ، وأكثر المتأخرين الى أفضلية الأئمة عليهم السلام على أولي العزم وغيرهم ، وهو الصواب ([128])
3 - نقل الزنجاني عن الصدوق أنه قال : " اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة أنهم معصومون ، مطهرون من كل دنس ، وأنهم لا يذنبون لاصغيرا ولا كبيرا ، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم ، ومن جهلهم فهو كافر" ([129]) .
4 - يقول محمد رضا المظفر : " ونعتقد أن الإمام كالنبي ، يجب أن يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش ، ما ظهر منها وما بطن ، من سن الطفولة إلى الموت عمدا وسهوا ، كما يجب أن يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان "( [130]).
ويقول أيضا : "بل نعتقد أن أمرهم أمر الله تعالى ، ونهيهم نهيه ، وطاعتهم طاعته ومعصيتهم معصيته ، ووليهم وليه وعدوهم عدوه ، ولا يجوز الرد عليهم ، والراد عليهم كالراد على رسول الله ، والراد على الرسول كالراد على الله
تعالى" ([131]).
5 - ويقول الخميني : " نحن نعتقد أن المنصب الذي منحه الأئمة للفقهاء لا يزال محفوظا لهم ، لأن الأئمة الذين لانتصور فيهم السهو أو الغفلة ، ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين ، كانوا على علم بأن هذا المنصب لايزول عن الفقهاء من بعدهم بمجرد وفاتهم " ([132]).
6 - الأمام الأكبر محمد الحسين آل كاشف الغطاء ( يقول الإمام يجب ان يكون معصوماً كالنبي عن الخطأ والخطيئة ) ([133]).
(ب) بعض فضائل زيارة قبور الأئمة عن الشيعة :
ففي " البحار " للمجلسي " كتاب المزار " وقد استغرق ثلاثة مجلدات من " البحار"([134]). وفي " وسائل الشيعة " ، للحر العاملي " أبواب المزار" وبلغت هذه الأبواب (106) أبواب([135])، وفي "الوافي" الجامع لأصولهم الأربعة :
" أبواب المزارات والمشاهد " وتضمنت (33) بابا ([136]).
وفي " من لايحضره الفقه " وهو أحد أصولهم المعتبرة عدة أبواب حول المشاهد وتعظيمها كباب " تربة الحسين وحريم قبره " و "أبواب في زيارة الأئمة وفضلها " . وغيرها ([137]).
وفي "تهذيب الأحكام" - أحد الأصول الأربعة المعتبرة - طائفة كثيرة من الأبواب تتعلق بتعظيم المشاهد والقبور ، ومناجاة الأئمة بأدعية تتضمن تأليههم([138]).
وألف في الزيارات ومناسكها كتب مستقلة مثل "مناسك الزيارات للمفيد"( [139])
وغيره ([140]).
لقد اعتبر الشيعة أماكن قبور أئمتهم المزعومة أو الحقيقية " حرماً" مقدساً : فالكوفة حرم، وكربلاء حرم ، وقم حرم - عندهم - وغيرها . في "الوافي" (أن الكوفة حرم الله وحرم رسوله صلى الله عليه وآله وحرم أمير المؤمنين وأن الصلاة فيها بألف صلاة والدرهم بألف درهم([141])، ويروون عن الصادق ( إن لله حرماً هو مكة ولرسوله حرماً وهو المدينة ولأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة ولنا حرماً وهو قم ستدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة من زارها وجبت له الجنة ([142])
وكربلاء عندهم أفضل من الكعبة ففي حديث لهم عن أبي عبد الله أنه قال : ( إن الله أوحى إلى الكعبة لولا تربة كربلاء ما فضلتك ولولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت فقري واستقري وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم([143]).
وزيارة قبور الأئمة والدعاء والصلاة عندها والتوسل والاستشفاع بهم كل ذلك عندهم أفضل من الحج إلى بيت الله .
عن أبي عبد الله : ( إن الله يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين بن علي "ع" عشية عرفة قبل نظره الى أهل الموقف ، قال " الرواي " وكيف ذلك قال أبو عبد الله لأن في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا) ([144]).
وفي " الوافي " قال الصادق : (من عرف عند قبر الحسين فقد شهد عرفة ) ([145]).
وعن الصادق : ( من زار قبر الحسين يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم "ع" وألف ألف عمرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وعتق ألف ألف نسمة وحمل ألف ألف فرس في سبيل الله وسماه الله عز وجل عبدي الصديق آمن بوعدي وقالت الملائكة فلان الصديق وزكاه الله من فوق عرشه ..) ([146]).
والصلاة عند القبور تعد عندهم من القربات المضاعفة في "الوافي" يقول حديث لهم : (الصلاة في حرم الحسين لك بكل ركعة تركعها عنده كثواب من حج ألف حجة ، واعتمر ألف عمرة وأعتق ألف رقبة وكأنما وقف في سبيل الله ألف ألف مرة مع نبي مرسل) ([147]).
وليس هذا خاصاً بحرم الحسين (بل كل أئمتهم كذلك ففي "البحار" للمجلسي : (من زار الرضا أو واحدا من الآئمة فصلى عنده .. فإنه يكتب له - ثم ذكر ما جاء في النص السابق وزاد - وله بكل خطوة مائة حجة ومائة عمرة وعتق مائة رقبة في سبيل الله وكتب له مائة حسنة وحط عنه مائة سيئة) ([148]).
ويزور قبور أئمتهم الأنبياء والملائكة ولم يكتفوا بذلك كعادتهم في الغلو والمبالغة بل قالوا إن الله تعالى يزور قبور أئمتهم ، ففي "البحار" للمجلسي : ( أن قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون) ([149]).
وللزيارة عندهم مناسك معينة ، وألفوا في ذلك مؤلفات "كمفاتيح الجنان" لشيخهم عباس القمي ([150]) و " مناسك الزيارات " للمفيد - كما مر وغيرها .
ومن مناسك مشاهدهم يذكر المجلسي :
1 - الغسل قبل دخول المشهد .
2 - الوقوف على بابه والدعاء والاستئذان بالمأثور .
3 - الوقوف على الضريح فقد نص على الاتكاء على الضريح وتقبيله .
4 - استقبال وجه المزور واستدبار القبلة حال الزيارة .
5 - صلاة ركعتين .
ورويت رخصة في صلاتها إلى القبر ولو استدبر القبلة وصلى جاز وإن كان غير مستحسن إلا مع البعد ([151])، أي مع البعد يستحسن أن يجعل قبر الإمام كعبة يتوجه المصلي إليها وإن كانت الكعبة خلفه .
أليست هذه النصوص هي دعوة إلى الشرك بالله عز وجل وتغيير شرع الله ودينه ، واختيار نحلة المشركين على ملة المرسلين ، واستبدال الوثنية بالحنيفية
وجاء في بعض نصوصهم المقدسة أن الحجر الأسود سينزع من مكانه ويوضع في حرمهم الكوفة ففي " الوافي" أن علي بن أبي طالب قال لأهل الكوفة (يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب أحدا من فضل ، مصلاكم بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ، ومصلى إبراهيم -إلى أن قال فيما زعموا-ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه.) ([152])
هذه أمثلة لما يصفون به أئمتهم وهي " دعاوى " في غاية الغرابة تخرج الأئمة من " منزلة الإمامة " إلى "منزلة النبوة " أحياناً ، وأحياناً أخرى إلى " مرتبة الألوهية "
ووجود عشرات الروايات فضلاً عن مئاتها تصف الأئمة بهذه الأوصاف الخيالية هي عملية إفراغ فكري ونفسي لحقيقة الألوهية ، وحقيقة النبوة من نفس " الشيعي" الذي يؤمن بهذه الروايات لتحل محلها حقيقة الأئمة ([153]) .
أخي المسلم وإذا أردت المزيد من صفات ومعاجز الآئمة عند الشيعة فاقرأ كتب الشيعة التي تتحدث عن فضل مزارات القبور ومعجزات الآئمة وهي كثيرة جداً ([154]) .
سادسا : لماذا لم يظهر الامام على القرآن الصحيح حين استلم الخلافة .
والجواب من كبار علماء الشيعة :
1 - نعمة الله الجزائري حيث قال " لما جلس أمير المؤمنين عليه السلام على سرير الخلافة لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن وإخفاء هذا لما فيه من اظهار الشنعه على من سبقه ([155]).
2 - العلامة المحقق الميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي
حيث قال إنه عليه السلام([156]) لم يتمكن منه([157]) لوجود التقية المانعة من حيث كونه مستلزماً للتشنيع على من سبقه([158]) كما لم يتمكن من إبطال صلاة الضحى ، ومن إجراء متعتي الحج والنساء ، ومن عزل شريح عن القضاوة ، ومعاوية عن الامارة ، وقد صرح بذلك في رواية الاحتجاج السابقة في مكالمته عليه السلام مع الزنديق
مضافا الى اشتمال عدم التصحيح ([159])على مصلحة لا تخفى ، وهو أن يتم الحجة في يوم القيامة على المحرفين المغيرين من هذه الجهة أيضاً بحيث يظهر شناعة فعلهم لجميع أهل المحشر، وذلك بأن يصدر الخطاب من مصدر الربوبية الى امة محمد e ، ويقال لهم : كيف قرأتم كتابي الذي أنزلته إليكم ؟ فيصدر عنهم الجواب ، بأنا قرأناه كذا وكذا ، فيقال لهم : ما أنزلناه هكذا فلم ضيعتموه وحرفتموه ونقصتموه ؟ فيجيبوا أن ياربنا ما قصرنا فيه ولا ضيعناه ولا فرطنا ، بل هكذا وصل إلينا ، فيخاطب حملة الوحي ويقال لهم : أنتم قصرتم في تبيلغ وحيي وأداء أمانتي ؟ فيقولوا ربنا ما فرطنا في وحيك من شيء وإنما فرط فيه فلان([160]) وفلان بعد مضي نبيهم ، فيظهر شناعه فعلهم وفضاحة عملهم لجميع أهل المحشر ويستحقوا بذلك الخزى العظيم والعذاب الأليم مضافا إلى استحقاقهم للنكال والعقاب بتفريطهم في أمر الرسالة وتقصيرهم في غصب الخلافة ([161]).
[1] - محمد حسين آل كاشف الغطاء " أصل الشيعة وأصولها " ص 58 مؤسسة الاعلمي - بيروت .
[2] - الكليني : " الكافي " ، كتاب الحجة ، باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث: 1/230 دار التعارف- بيروت .
[3] - " البحار " ( 26/351) دار احياء التراث العربي - بيروت : "الكافي" (ج1/458) دار التعارف - بيروت.
[4] - " البحار " : (26/356) .
[5] - " البحار " : (26/358) .
[6] - "البحار" : ج 26/82 .
[7] - "البحار" : ج 26/82 .
[8] - نقلا عن مسألة التقريب ( ناصر القفاري ) بعد التأكد من مصادر الشيعه .
[9] - الكليني : " الكافي " ، كتاب الإيمان والكفر ، باب دعائم الإسلام : (2/22) .
[10] - "الكافي" ، كتاب الإيمان والكفر ، باب دعائم الإسلام : (2/22) .
[11] - المصدر السابق : (2/22) .
[12] - قال المجلسي: (قوله فرخص لهم في أشياء أي كقصر الصلاة في السفر وترك الصيام في السفر والمرض والحج والزكاة مع عدم الاستطاعة) "مرآة العقول" : (7/116) دار الكتب الاسلامية - طهران .
[13] - " الكافي " على هامش " مرآة العقول " : (7/116) ، وانظر : " الكافي " طبعة التعارف : (2/26) .
[14] - "الكافي" كتاب الحجة ، باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل : (1/434) .
[15] - يعنون بهما اللذين أقاما دولة الإسلام بعد النبي e ونشرا دينه ، الخليفتين الراشدين أبا بكر وعمر .
[16] - " الكافي " كتاب الحجة ، باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل الخ: (1/434) .
[17] - " البحار " (27/196) .
[18] - المصدر السابق : (27/181) .
[19] - " البحار " : (27/166) وما بعدها .
[20] - " البحار " : (27/157 - 165) .
[21] - " البحار " : جـ27 ، ص 311-317 .
[22] - "البحار" المجلسي :جـ27 ، ص 62 .
2- المصدر السابق .
[24] - ابن المطهر الحلي : " الألفين " : ص 13 - مؤسسة الأعلمي .
[25] - " الانوار النعمانية " : (2/278) - منشورات الاعلمي - بيروت .
[26] - "المسائل " عن "البحار" : (23/391) .
[27] - " أوائل المقالات " : ص 51 دار الكتاب الاسلامي - بيروت ، وانظر : "البحار" : (23/390) .
[28] - انظر : المجلسي : "البحار" : (8/368) .
[29] - "البحار" : (8/369) .
[30] - ومن أراد المزيد لتكفير الشيعه لمنكر الائمة الاثنى عشر يراجع كتاب حقيقة الشيعة (عبدالله الموصلى ) ط القاهرة .
[31] - اصول الكافي كتاب الحجة : جـ 1 ص 479 .
[32] - "كتاب الحجة من الكافي " باب فيه نكت ونتف من التنزيل ، ص 484 جـ1 .
[33] - "كتاب الحجة من الكافي " باب فيه نكت .. ص 490 جـ 1 .
[34] - "كتاب الحجة من الكافي" أيضا ص 493 جـ1 .
[35] - "كتاب الحجة من الكافي" أيضا ص 492 جـ1 .
[36] - "كتاب الحجة من الكافي" ص 485 جـ 1 .
[37] - "كتاب الحجة من الكافي" ص 484 جـ1 .
[38] - "تفسير القمي" مقدمة المؤلف ص 36 جـ 1 .
[39] - كتاب الحجة من اصول الكافي جـ1 ص 492 .
[40] - " سورة التوبة " الآية : 100 .
[41] - "سورة الأنفال" الآية : 74 .
[42] - " سورة الحديد" الآية : 10 .
[43] - " سورة الأعراف " الآية 157 .
[44] - " سورة الفتح " الآية 10 .
[45] - " سورة الفتح " الآية 18 .
[46] - " سورة الفتح " الآية 29 .
[47] - " سورة الحشر" الآية 8 ، 9 .
[48] - " سورة الحجرات " الآية 7 ، 8 .
[49] - " سورة النور " الآية 55 .
[50] - " سورة التوبة " الآية 40 .
[51] - " سورة الفتح " الآية 28، 29 .
[52] - سورة السجدة آية 16 .
[53] - نقلا عن كتاب ( ما يجب ان يعرفه المسلم عن الامامية) أحمد الحمدان . بتصرف .
[54] - " رجال الكشي " ص12 تحت عنوان سلمان الفارسي ط كربلاء عراق .
[55] - "رجال الكشي" ص 13 أيضا والكافي جـ2 ص 243 .
[56] - الطبرسي في الاحتجاج جـ 1 ص 156 .
[57] - السيد مرتضى السيد محمد الحسيني الفيروز آبادي النجفي "كتاب السبعه من السلف المكتبة الثقافية " ص 7 .
[58] - نقلا عن ناصر القفاري ( مسألة التقريب ) .
[59] - فصلت : آية 29 .
[60] - روضة الكافي ص 261 رواية رقم 523 .
[61] - "مرآة العقول " : (26/488) منشورات دار الكتب الاسلامية - طهران .
[62] - البقرة : الآيتان 168 ، 208 - الأنعام : آية 142 .
[63] - "تفسير العياشي" : (1/121) ، "البرهان" : (1/208) ، "الصافي" : (1/242) .
[64] - الكهف : آية 51 .
[65] - "تفسير العياشي" : (2/355) ، "البرهان" :(2/471)، "البحار" : (8/22)، "الصافي" : (3/246) .
[66] - النساء : آية 137 .
[67] - " تفسير العياشي" : (1/307) ، "الصافي" (1/511) ، " البرهان" : (1/422) ، "البحار" : (8/218) .
[68] - إبراهيم : آية 22 .
[69] - "تفسير العياشي" : (2/240) ، "البرهان" (2/309) .
[70] - الأنشقاق : آية 19 .
[71] - (5) "الوافي" ، كتاب الحجة ، باب مانزل فيهم عليهم السلام وفي أعدائهم - مجلد 3 ج 1 ص 920 .
[72] - التوبة : آية 12 .
[73] - "تفسير العياشي" : (2/83) ، "تفسير البراهان" : (2/107) ، "تفسير الصافي" : (2/324) .
[74] - النساء : آية 51 .
[75] - أنظر : "تفسير العياشي" : (1/273) ، و "الصافي" (1/459) ، "البرهان" : (1/377) .
[76] - الحجر : آية 44 .
[77] - "تفسير العياشي" : (2/263) ، "البرهان" : (2/345) .
[78] - "البحار" : (8/301) .
[79] - النساء : آية 108 .
[80] - " تفسير العياشي" : (1/301) ، "البرهان" : (1/414) .
[81] - " تفسير العياشي" : (1/301) ، "البرهان" : (1/414) .
[82] - " تفسير العياشي" : (1/301) ، "البرهان" : (1/414) ، مرآة العقول (26/489) .
[83] - النحل : الآية 90 .
[84] - " تفسير العياشي": (2/289) ، "البرهان" : (2/381) ، "البحار" :(7/130) الصافي 3/151.
[85] - "بحار الأنوار " :: 27/58 .
[86] - "بحار الأنوار " : 27/58 .
[87] - النور : آية 40 .
[88] - تفسير القمي : 2/106 ، بحار الأنوار : 23/304-305 .
[89] - بحار الأنوار : 23/ 306 .
[90] - كنز الفوائد : ص 389 - 390 ، بحار الأنوار : 24/72 - 73 تفسير القمي: ص 2/457 فسر (الليل إذا يغشها ) فلان .
[91] - بحار الأنوار : 24/73 .
* يعني أمهات المؤمنين عائشة وحفصة زوجات e .
[92] - مفتاح الجنان في الأدعية والزيارات والأذكار ص 113 ، 114 .
[93] - ص 214 ، 215 .
[94] - ص 732 ط بيروت " مكتبة الأعلمي" سنة 1994 .
[95] - كشف الأسرار ص 126.
[96] - كشف الأسرار ص 127 .
[97] - المصدر السابق ص 137 .
[98] - النباطي : الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم : 3/161 ، 168 ط المكتبة الرضوية لاحياء الآثار الجعفرية .
[99] - الأنوار النعمانية جـ1 ب 1 ص 63 ط (شركت جاب ايران ) .
[100] النساء 17/302 .
[101] "تفسير العياشي" : (1/302) ، "البرهان" (1/416) .
[102] الأنوار النعمانية ج1ب1ص65 ط (شوكت جاب إيران) .
[103] - نقلا عن مسألة التقريب ( ناصر القفاري ) .
[104] - المجلسي : " البحار " : (26/193 - 200) .
[105] - المصدر السابق : (26/267 - 319) .
[106] - المصدر السابق : (26/319 - 334).
[107] - المصدر السابق : (26/29 -- 31) .
[108] - المصدر السابق : (26/109 - 117) .
[109] - الكليني : "الكافي" : (1/316) .
[110] - " البحار " : (26/117-132) .
[111] - " الكافي " : (1/320) .
[112] - المصدر السابق : (1/313) .
[113] - المصدر السابق : (1/313) .
[114] - " البحار " : (26/137-154) .
[115] - " البحار " : (27/25-28) .
[116] - " البحار " : (27/302-308) .
[117] - " البحار " : (27/308-310) .
[118] - " البحار " : (27/132-136) .
[119] - " البحار " : (27/190-193) .
[120] - " البحار " : (27/261-279) .
[121] - " البحار " : (27/13-24) .
[122] - الصدوق : علل الشرائع ص 16 مؤسسة الاعلمي ج 1.
[123] - الصفار : بصائر الدرجات ص 81 منشورات الأعلمي - طهران .
[124] - المصدر السابق ص 84 .
[125] - الصدوق ص 196 .
[126] - الاختصاص : ص 322 - مكتبة بصيرتي - قم - ايران .
[127] - الحكومة الإسلامية (منشورات المكتبة الإسلامية الكبرى ) ص : 52 .
[128] - الأنوار النعمانية : 1/20-21 منشورات الأعلمي - بيروت .
[129] - إبراهيم الموسوي الزنجاني : عقائد الإثني عشرية : 2/157 منشورات الاعلمي - بيروت .
[130] - المظفر : عقائد الامامية : ص 91 ط دار الصفوة - بيروت .
[131] - المرجع السابق ص 93 .
[132] - الحكومة الإسلامية (منشورات المكتبة الإسلامية الكبرى) ص 91 .
[133] - أصل الشيعة وأصولها انظرها ص 59 منشورات الأعلمي - بيروت .
[134] - مجلدات رقم : 97 ، 98 ، 99 .
[135] - أنظرها في جـ10 ص 251 وما بعدها .
[136] - أنظرها في المجلد 14 جـ8 ص 1369 وما بعدها منشورات مكتبة الامام علي العامة - أصفهان - ايران .
[137] - ابن بابويه القمي : "من لايحضره الفقيه" : (2/429) وما بعدها ط الأضواء - بيروت .
[138] - الطوسي : "تهذيب الأحكام" : (6/3-116) .
[139] - ذكره الحر العاملي في "وسائل الشيعة " : (20/49) ، ونقل عنه .
[140] - مثل كتاب "المزار" لمحمد بن علي الفضل ، و "المزار" لمحمد بن المشهدي و "المزار" لمحمد بن همام ، و "المزار" لمحمد بن أحمد بن داود وغيرها . انظر : "وسائل الشيعة" : (20/48-49) .
[141] - "الوافي" ، باب فضل الكوفة ومساجدها المجلد 14 جـ 8 ص 1439.
[142] - "البحار" : جـ 99 ص 267 ط احياء التراث العربي - بيروت .
[143] - "البحار" : جـ 98 ص 107 .
[144] - الفيض الكاشاني : "الوافي" : المجلد 14 جـ8 ص 1461 .
[145] - الفيض الكاشاني : "الوافي" : المجلد 14 جـ8 ص 1476 .
[146] - نفس المصدر ص 1477 .
[147] - المصدر السابق : ص 1478 .
[148] - المجلسي : "البحار" : (97/137-138) .
[149] - المجلسي : "البحار" : (97/258) .
[150] - منشورات دار الحياة .
[151] - المجلسي : "البحار" : كتاب المزار : جـ 97ص134-135 .
[152] - الفيض الكاشاني : "الوافي" : باب فضل الكوفة ومساجدها المجلد 14 جـ 8 ص 1447 .
[153] - نقلا عن مسألة التقريب ( ناصر القفاري ) بعد التأكد من مصادر الشيعة .
[154] - مثل : مدينة المعاجز - بحار الأنوار وغيرها .
[155] - الأنوار النعمانية 2/360.
[156] - أي علي بن ابي طالب .
[157] - أي إظهار القرآن الذي عنده أي الصحيح .
[158] - أي الخلفاء الثلاثة .
[159] - أي تصحيح القرآن المحرف الموجود بين المسلمين .
[160] - أي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .
[161] - البراعة في شرح نهج البلاغة جـ2 ص 220 دار الوفاء - بيروت
****************************************
SAMI BAROOD