منتدى شباب مسيحى

اهلا بيك فى منتدى شباب مسيحى انت غير مسجل فى المنتدى يمكنك التسجيل عن طريق الضغط على كلمة تسجيل
لتصلك كل ماهو جديد من موقعنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى شباب مسيحى

اهلا بيك فى منتدى شباب مسيحى انت غير مسجل فى المنتدى يمكنك التسجيل عن طريق الضغط على كلمة تسجيل
لتصلك كل ماهو جديد من موقعنا

منتدى شباب مسيحى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    كتـاب بستان الرهـبان - كتاب

    ESAF
    ESAF
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 720
    الجنسية : مصرى
    الديانة : مسيحى
    . : كتـاب بستان الرهـبان - كتاب 44680511
    . : mykeraza@gmail.com
    . : 0
    .احترامك لقوانين المنتدى : 0
    My SMS : منتدى شباب مسيحى
    تاريخ التسجيل : 21/08/2007

    كتـاب بستان الرهـبان - كتاب Empty كتـاب بستان الرهـبان - كتاب

    مُساهمة من طرف ESAF الخميس 27 نوفمبر 2008, 2:42 am

    كتـاب بستان الرهـبان - كتاب Capturewiz006ae7


    توجد مجموعات كثيرة من الاقوال لأباء البرية النساك عرفت بأسماء مختلفة مثل الفردوس ، فردوس الاباء ،
    بستان الرهبان ، أقوال الاباء الشيوخ ...... الخ.
    ووجدت فى نسخ بلغات كثيرة منها اليونانية والقبطية والسريانية واللاتنية والعربية
    وترجمت الى اللغات الحية الانجليزية والفرنسية والألمانية . والملاحظ أن كثيراً من الأقوال والحوادث
    ذكرت فى أكثر من هذة الاصول القديمة بدقة أن نحفظ للكتاب طبيعته فلم نكثر من تعاليم بعض الاباء
    الذين ورد عنهم الكثير فى كتب أخرى غير بستان الرهبان ، وإلا طغت خصوصياتهم عاى هذا الكتاب العام .
    ولا يخف على القارىء ان مؤسسى الرهبنة كانوا يحفظون قواعد الاعتدال فى كل شىء اكثر من غيرهم
    الذين وردت عنهم أخبار نسك شديد مارسوه ربما لاستعدادت خاصة عندهم .


    كيف نقرأ البستان والكتب النسكية :
    الكتب الرهبانية والنسكية لها
    جاذبية خاصة لتميزها وقوة الشخصيات التى وردت أخبارها ووضعها بين يدى عامة الناس
    سلاح ذو حدين .

    الاول أنها تضع أمامهم مثلا قوية فى التقوى ، ونحن أحوج ما نكون فى حياتنا الى مثـل قوية نتعلم منها التقوى
    والثانى هو أن الناس قد لا يقتدون بالروح الأمينة لله التى كان عليها هؤلاء القديسون ، بل يأخذون مسالكهم النسكية
    نماذج ليطبقوها فى حياتهم التى هى بعيدة بعداً شاسعاً عن حياة أولئك القديسين وظروفهم .
    كما أن البعض تستويهم الأعمال الخاصـة المتميزة وليس الأعمال المعتدلة .
    وهم بذلك يحملون أنفسهم أحمالاً عسرة الحمـــل.

    كم يحتاج القارىء الى الوقوف عند الروح دون الحرف ، وعند العموميات دون " الخصوصيات " والاعتدال دون المغالاة
    وأن كانت القاعدة عند الاباء الرهبان أن " الطريق المتوسطة تخلص الكثيرين " فكم يجب البعـد عن المغالاة من جانب
    ساكنى العالم ، خصوصاً فى عالمنا الحاضـر الملىء بالظروف التى تثقل على أعصاب الناس .

    ولذا يلزم القارىء لهذة الكتب خصوصاً ساكن العالم ، وغير المتفرغ للعبادة أن يراعى بعض المبادىء .

    أولا : أن يسأل نفسه دائمــا :
    1- هل ما يقرأ هو مبدأ عام ام مدرسة خاصة لمعلم أم مـيزة خاصة لشخص معين !!
    2- هل مارس الراهب هذا العمل فى بداية حياته الرهبانية ، أم بعد سنوات من التدرج !!
    3- هل يتناسب هذا الأمر مع حياة العلمانيين فى العالم المعاصر !!

    ثانياً : وعليه أن يلتزم :
    1 - أن يسترشد دائما بمن اختبروا هذه الطرق.
    2 - ان يذكر أن غالبية قصص بستان الرهبان هى لرهبان من القرنين الرابع والخامس من جماعة المتوحدين والايديورثمين
    ولم يتعرض الأ فى القلة النادرة لغيرهم أو من بعدهم وأنها ليست نظماً متكاملة بل لفتات مختلفة تعطى صورة عامة لبستان متعدد الغروس.

    3 - أن يستوعب الفضيلة الروحية :
    قبل الفعل النسكى فأن ما يراه سلوكاً وتعليماً ، ليس الا الصورة الخارجية لفعل النعمة
    التى من الله ، والمحبة التى شغلت قلب الراهب فليست ممارسات نسكية للتقرب اليه بل صورة خارجية لقلب منشغل انشغالاً
    كاملاً به وذات تفنى فى التأمل فيـه ولذا ظهر تجرد بعض الرهبان خصوصاً بعد سنوات ثباتهم فى حياة التأمل ، فى أعمال
    تبدو جهادات شاقة يرتد البعض أمامها منكمشاً ، أو ينبهر بها البعض فيحاول تقليدها دون أن تكون طريقه .
    فالمبادىء الروحية كهدوء القلب والمحبة النقية والسـلام الداخلى هو الهدف قبل التشبه بالممارسات النسكية.

    4 - ألاعتدال فيما يقتبس ، والمحافظة على فرح النعمة وبركات السلام.

    ولنقف متأملين وصـف أنبا دانيال لمعلمه أنبا ارسانيوس (( كان كاملاً فى الشيخوخة ، وصحيح الجسم مبتسماً ..
    وكان رجلاً صالحاً مملوءا من الروح القدس والايمان .


    ولنسمع وصية أنبا أشيعاء (( أن سمعت أخبار القديسين وأعمالهم الشريفة ، فلا تطمع فى أقتنائها بلا تعب ، أن لم
    تشف نفسك أولاً وتتأهل لها ، حتى أذا أقدمت على عملها جاءتك من تلقاء نفسها )) .



    ولنعلم جميعاً انه كان للكتاب المقدس الدور الأول فى مشغوليتهم وحياتهم :.

    وفيما يلى اهم أقوال أباء بستان الرهبان وسيرهم وتعاملاتهم مع الناس وربنا يعطينا النعمة والبركة امين

    كتـاب بستان الرهـبان - كتاب 7vl2og4


    - القديس العظيم الأنبا انطونيوس الكبير :

    قال القديس أنطونيوس:
    «رأسُ الحكمةِ مخافةُ اللهِ. كما أنّ الضوءَ إذا دخل إلى بيتٍ مُظلمٍ طرد ظُلمَتَه وأنارَه، هكذا خوفُ اللهِ إذا دخل قلبَ الإنسانِ طرد عنه الجهلَ وعلَّمه كلَّ الفضائلِ والحِكمِ».

    سيرة القديس أنطونيوس:
    من أهلِ الصعيدِ من جنسِ الأقباطِ، وسيرتُه عجيبة طويلة إذا استوفيناها شرحاً ... وإنما نذكر اليسيرَ من فضائِلِه:

    إنه لما توفي والدُه دخل إليه وتأمَّل وبعد تفكيرٍ عميقٍ قال:
    «تبارك اسمُ الله، أليست هذه الجثةُ كاملةً ولم يتغير منها شيءٌ البتة سوى توقُّف هذا النَّفس الضعيف. فأين هي همَّتُك وعزيمتُك وأمرُك وسَطوتُك العظيمة وجمعُك للمالِ. إني أرى الجميعَ قد بَطُلَ وتركتَه ... فيا لهذه الحسرةِ العظيمةِ والخسارةِ الجسيمة». ثم نظر إلى والدِه وقال: «إن كنتَ قد خرجتَ أنت بغيرِ اختيارِك فلا أعجبَّن من ذلك، بل أعجبُ أنا من نفسي إن عملتُ كعملِك». ثم أنه بهذه الفكرةِ الواحدةِ الصغيرةِ ترك والدَه بغيرِ دفنٍ. كما ترك كلَّ ما خلَّفه له من مالٍ وأملاكٍ وحشمٍ، وخرج هائماً على وجهِهِ قائلاً: «ها أنا أخرجُ من الدنيا طائعاً كي لا يخرجوني مثلَ أبي كارهاً». ولم يزل سائراً حتى وصل إلى شاطئِ النهرِ حيث وجد هناك جميزةً كبيرةً وعندها بربا، فسكن هناك ولازَمَ النسكَ العظيمَ والصومَ الطويلَ، وكان بالقربِ من هذا الموضعِ قومٌ من العربِ، فاتَّفق في يومٍ من الأيامِ أن امرأةً جميلةَ الصورةِ من العربِ نزلت مع جواريها النهرَ لتغسلَ رجليها ورفعت ثيابَها وجواريها كذلك.

    فلما رأي القديسُ أنطونيوس ذلك حوَّل نظرَه عنهن وقتاً ما ظناً منه أنهن يمضين. ولكنَّهن بدأن في الاستحمامِ في النهرِ. فما كان من القديسِ إلا أنه قال لها: «يا امرأة أما تستحين مني وأنا رجلٌ راهب»؟ أمَّا هي فأجابته قائلةً له: «اصمت يا إنسان. من أين لك أن تدعوَ نفسَك راهباً؟ لو كنتَ راهباً لسكنتَ البريةَ الداخليةَ، لأن هذا المكانَ لا يصلُحُ لسُكنى الرهبانِ». فلما سمع أنطونيوس هذا الكلامَ لم يَرُدَّ عليها جواباً، وكثُرَ تعجُّبه لأنه لم يكن في ذلك الوقتِ قد شهد راهباً ولا عَرَف اسمَه. فقال في نفسِهِ: «هذا الكلامُ ليس من هذه المرأةِ، لكنه صوتُ ملاكِ الربِ يوبخني». وللوقتِ ترك الموضعَ وهرب إلى البريةِ الداخليةِ وأقام بها متوحداً. لأنه ما كان في هذا الموضعِ أحدٌ غيرُه في ذلك الوقتِ، وكانت سُكناه في قريةٍ قديمةٍ كائنةٍ في جبلِ العربةِ. صلاته تكون معنا آمين.

    وكان يوماً جالساً في قلايتِهِ فأتى عليه بغتةً روحُ صغرِ نفسٍ ومللٌ وحيرةٌ عظيمةٌ، وضاق صدرُه، فبدأ يشكو إلى اللهِ ويقول: «يا ربُّ إني أحبُ أن أخلصَ لكن الأفكارَ لا تتركني، فماذا أصنعُ»؟ وقام من موضِعِه وانتقل إلى مكانٍ آخرَ وجلس. وإذا برجلٍ جالسٍ أمامه وعليه اسطوانةٌ ومتوشحٌ بزنارِ صليبٍ مثال الإسكيم، وعلى رأسِهِ كوكلس (أي قلنسوة) شبهُ الخوذةِ، وكان جالساً يُضفِّرُ الخوصَ. وإذا بذلك الرجل يتوقف عن عملِهِ ويقفُ ليصلي. وبعد ذلك جلس يُضفِّرُ الخوصَ ثم قام مرةً ثانيةً ليصلي، ثم جلس ليشتغلَ في ضفرِ الخوصِ، وهكذا ... أما ذلك الرجل فقد كان ملاكَ اللهِ أُرسِلَ لعزاءِ القديسِ وتقويتِهِ، إذ قال لأنطونيوس: «اعمل هكذا وأنت تستريح»، ومن ذلك الوقتِ اتَّخذ أنطونيوس لنفسِهِ ذلك الزي الذي هو شكلُ الرهبنةِ، وصار يُصلي ثم يشتغلُ في ضفرِ الخوصِ؛ وبذلك لم يَعُد المللُ يضايقه بشدةٍ. فاستراح بقوةِ الربِ يسوع له المجد.

    من تعاليم القديس أنطونيوس:

    قال: «إنّ أولَ كلِّ شيءٍ هو أن تصلي بلا مللٍ، واشكر اللهَ على كلِّ ما يأتي عليك. وإذا قُمتَ باكراً كلَّ يومٍ اسأل عن المرضى الذين عندك. لا تتحدث مع صبيٍ ولا تعاشره بالجملةِ ولا ترهبنه بسرعةٍ، ولا ترقد على حصيرةٍ واحدةٍ مع من هو أصغر منك، ولا تخالط علمانياً بالجملةِ، ولا تقترب إليك امرأةٌ ولا تَدَعها تدخلُ عندك، فالغَضَبُ يمشي خلفها، ولا تَعُدْ تفتقد أهلَك الجَسَدَانيين. ولا تُعطِ لهم وجهَك لينظروك. لا تُبقِ لك أكثرَ من حاجتِك، ولا تدفع أكثرَ من طاقتِك. وصدقتُك أعطِها لفقراءِ دَيرِك. وإذا حدثتْ عثرةٌ بسببِ شابٍ لم يلبس الإسكيمَ فلا تُرهبنه بل أخرجه من الديرِ بسرعةٍ».

    حدث أنه لما دخل القديسُ البريةَ الداخلية، أن الشياطينَ نظرت إليه منزعجةً. فاجتمعتْ عليه وقالت له:
    «يا صبيَ العمرِ والعقلِ، كيف تجاسرتَ ودخلتَ بلادَنا، لأننا ما رأينا بشراً آدمياً سواك». وابتدَءوا يجاهدونه كلُّهم.

    فقال لهم: «يا أقوياءُ، ماذا تريدون مني أنا الضعيفُ المسكينُ. وما هو مقداري حتى تجمَّعتم كلُّكم عليَّ. أَلاَ تعلمونَ أني ترابٌ ووسخٌ وكلا شيءٍ، وضعيفٌ عن قتالِ أحدِ أصاغِرِكم». وكان يُلقي بذاتِهِ على الأرضِ ويصرخُ ويقول: «يا ربُّ أعني وقَوِّ ضعفي. ارحمني يا ربُّ فإني التجأتُ إليك. يا ربُّ لا تتخلَّ عني ولا يَقوَى عليَّ هؤلاء الذين يحسبون أني شيءٌ. يا ربُّ أنت تَعلَمُ أني ضعيفٌ عن مقاومةِ أحدِ أصاغر هؤلاء». فكانت الشياطينُ إذا سمعتْ هذه الصلاةَ المملوءةَ حياةً واتضاعاً تهربُ منه ولا تقدرُ على الدنوِّ منه.

    وحَدَثَ أن جمعَ الأركونُ (أي رئيسُ الشياطينِ) كل آلاتِ اللَّهوِ والطربِ واللَّذاتِ والنعيمِ والنساءِ وسائر أنواع الزنى ولذَّاتهِ. أما هو فكان يُغمِضُ عينيه ويقولُ: «عجباً منكم. كيف تجعلونَ لي مقداراً وتحتالون في سقوطي، مع إني ضعيفٌ عن مقاومةِ أحدِ أصاغركم. ابعدوا عني وعن ضعفي أنا المسكينُ الترابُ والرماد». وبذلك كانت الأفكارُ تسقطُ عنه بمعونةِ الله، والشياطينُ كانت تحترقُ لكثرةِ اتضاعِهِ. وفي مرَّاتٍ كثيرةٍ كانت الشياطينُ تُحضرُ له جميعَ أنواعِ التخويفِ والإزعاجِ والتهويلِ والعذابِ. وهو يصرخُ إلى اللهِ باتضاعٍ ويقول: «انجدني يا ربُّ بمعونتِك ولا تَبْعُد عن ضعفي». وللوقتِ كانت الشياطينُ تهربُ عنه. ومراراً كثيرةً أيضاً كانت الشياطينُ تهجمُ عليه وتضربهُ ضرباً مؤلماً. وهكذا أقام القديسُ أنطونيوس ثلاثين عاماً إلى أن نظرَ الربُّ يسوعُ المسيح إلى كثرةِ اتضاعِه وصبرهِ واحتمالِه وكَسَرَ عنه شدةَ الأعداءِ. صلاته تكون معنا آمين.

    قال القديس أنطونيوس:
    «أدِّب بخوفِ الله ولا تُشفق. لا تأخذ بوجهِ كبيرٍ ولا صغيرٍ، بل اقطع بكلامِ الحقِّ باستقامةٍ. احرس ثيابَك لئلا تمشي عُرياناً في يومِ الحُكمِ فتُفتَضَح. كُلْ خبزَك بسَكينةٍ وهدوءٍ وإمساك. وجلوسُك يكونُ بأدبٍ. ولا تتبع جميعَ أفكارِك. إذا ضُربَ الناقوسُ لا تتوانَ عن الحضورِ إلى الكنيسةِ، ولا تتقمقم في عملٍ ما. لا تُعيِّر أحداً مهما كانت الأسبابُ. إذا مضَيْتَ إلى أخٍ فلا تُبطئ في قلايتِهِ. لا تتحدث في الكنيسةِ ولا تجلس في أزقَّةِ الديرِ. لا تحلف البتةَ لا بشكٍ ولا بحقٍ. لا تمضِ إلى كنيسةٍ يجتمعُ فيها الناسُ ولا تُلَبِّ دعوةَ وليمةٍ. لا تَقُم بعملٍ من الأعمالِ إلا بعد استشارةِ أبِ الديرِ. لا تُظهر صوتَك إلا في صلاةِ الفرائضِ. والزم الحزنَ على خطاياك كمثلِ من عنده ميتٌ. أَوقِد سراجَك بدموعِ عينيك. لا تتحدث بأفكارِك لجميعِ الناسِ إلا الذين لهم قوةٌ على خلاصِ نفسِك. واشتغل بكلِّ قوتِك ليتمجدَ أبوك الذي في السماواتِ. أدِّب ابنَك بلا شفقةٍ فدينونتُه عليك. لا تأكل حتى تشبع ولا تَنَمْ إلا يسيراً بقدرٍ. لا تكن مُقاتِلاً باللسانِ. اجعل كلَّ أحدٍ يباركُك، والربُّ يسوعُ المسيح يُعينُك على العملِ بمرضاتِهِ». له المجد إلى الأبد آمين.

    وقال أيضاً:
    «كما أنَّ السمكَ إذا خرج من الماءِ يموتُ، كذلك الراهبُ إذا خرج من قلايتِهِ يموتُ خوفُ اللهِ من قلبهِ».

    قيل:
    إن بعضَ الإخوةِ في الإسقيط اتفقوا على زيارةِ القديس أنطونيوس، فلما ركبوا المركبَ وجدوا فيها شيخاً من الآباءِ يُريد المضيَ إليه كذلك، ولم يكن الإخوةُ يعرفونه. ثم أنّ الإخوةَ اندفعوا يتحدثون حديثَ الآباءِ وبما جاء في الكتبِ ويذكرون أيضاً صناعةَ أيديهم. والشيخُ جالسٌ يسمعُ صامتاً. فلما صعدوا من المركبِ عَلِموا أن الشيخَ ماضٍ معهم إلى القديس أنطونيوس. فلما وصلوا إليه نظر إليهم القديسُ وقال للإخوةِ: «نِعْمَ الرفيقَ وجدتموه، أعني الشيخَ». ثم قال للشيخِ: «نِعمَ الرفقةَ وجدتَهم أيها الأبُ». فقال له الشيخُ: «أما هم فجيادٌ، ولكن دارَهم ليس عليها بابٌ، فإذا أراد أحدٌ الدخولَ إلى الإسطَبلِ ليحُلَّ الحِمارَ ويأخُذَه، ما كان له مانعٌ. أعني أنهم يتكلمون بكلِّ ما يجري على ألسنتِهم».

    قيل:
    أتى إخوةٌ إلى الأنبا أنطونيوس وقالوا له: «يا أبانا، قُلْ لنا كيف نخلُص»؟ فقال لهم: «هل سمِعتم ما يقولُه الربُّ»؟ فقالوا: «من فَمِكَ أيها الأب». فأجابهم قائلاً: «من لَطَمَك على خدِك الأيمن حوِّل له الأيسرَ». فقالوا له: «ما نطيقُ ذلك». قال لهم: «إن لم تطيقوا ذلك فاصبروا على اللطمةِ الواحدةِ». فقالوا له: «ولا هذه نستطيعُ». فقال لهم: «إن لم تستطيعوا فلا تجازوا من يظلمكم». فقالوا له: «ولا هذا نستطيعُ». فما كان من القديسِ إلا أن دعا تلميذَه وقال له: «أصلحْ مائدةً واِصرِفهُم لأنهم مرضى. إن هذا لا يطيقون، وذلك لا يستطيعون، ووصايا الربِّ لا يريدون، فماذا أصنعُ لهم»؟!

    قال الأنبا أنطونيوس:
    «إن للجسدِ ثلاثَ حركاتٍ: الأولى من الطبعِ تتحركُ فيه، ولكنها ليست عاملةً ما لم توافقها النيةُ. والحركةُ الثانيةُ تتولدُ من الراحةِ وترفيه البدنِ وتنعيمِهِ بالطعامِ والشرابِ. فيسخنُ الجسدُ ويهيجُ الدمُ ويُحرَّك إلى الفعلِ. ولذلك قال الربُّ: انظروا لئلا تَثقُل قلوبُكم بالشبعِ والسُكرِ. والرسولُ يقول: لا تسكروا بالخمرِ الذي منه الخلاعةُ. أما الحركةُ الثالثةُ فإنها تَهيجُ على المجاهدين من حسدِ الشياطين. وعلى ذلك فالحركةُ الأولى طبيعيةٌ والاثنتان الأخريان عرضِيَّتان، وفي استطاعتنا أن نقبلهما أو نرفضهما إذا شئنا».

    وقال أيضاً:
    «الذي يطرُقُ سبيكةً من الحديدِ يسبقُ أولاً فيُمثِّل في فكرِهِ ما هو عتيدٌ أن يفعلَه، إما منجلاً أو سكيناً أو فأساً وهكذا. فسبيلُنا نحن أيضاً أن نفكرَ في كلِّ شيءٍ نبدأُ في العملِ فيه لئلا يكون عملُنا باطلاً».

    وقال أيضاً:
    «إن الطاعةَ والتمسكنَ يُخضعان لنا الوحوشَ».

    وقال أيضاً:
    «ليكن خوفُ اللهِ بين أعينِكم دائماً، واذكروا من يُميتُ ويُحيي، وأبغِضوا العالمَ وكلَّ ما فيه من نياحِ الجسدِ، ولا تهتموا بهذه الحياةِ الفانيةِ لتحيوا باللهِ. واذكروا ما وعدتم به اللهَ فإنه سوف يطالبكم به في يومِ الدينونةِ. جوعوا. اعطشوا. اسهروا. تعرَّوْا. نوحوا. ابكوا. تنهدوا واحزنوا في قلوبِكم، هل أنتم مستحقين للهِ؟ تهاونوا بالجسدِ لتحيا أنفسُكم».

    سُئل القديس أنطونيوس:
    «ما هو العملُ الجيدُ»؟ فأجاب وقال: «إن الأعمالَ الجيدةَ كثيرةٌ، لأن الكتابَ يقول: إن إبراهيمَ كان مضيفاً للغرباءِ وكان اللهُ معه، وإيليا كان يؤثِرُ سكنى البريةِ والوحدةَ وكان الله معه، وداود كان متضعاً ووديعاً وكان الله معه، ويوسف كان حليماً عفيفاً وكان الله معه. فالذي يُحبهُ قلبُك من كلِّ هذا اعمله من أجلِ اللهِ واحفظ قلبَك. وإذا قاتلتْكَ أفكارٌ كثيرةٌ فقاتِل أنت رأسَها، فإن هزمتَه انهزم باقيها».

    وقال أيضاً:
    «ينبغي لمن يُشتَم أن يعتقدَ في نفسِه أنه هو السببُ في شتمِهِ لسوءِ فعلِهِ. فيُصبحُ الشاتمُ مذلِّلاً له من الخارجِ، في الوقتِ الذي يُصبحُ هو مذلِّلاً لنفسِهِ من الداخلِ. مثلُه في ذلك مثلُ داود النبي الذي منع أصحابَه من قتلِ شاتِمِهِ إذ قال لهم: دَعُوه فإن الربَّ جَعَلَهُ يشتمُني. دَعُوه حتى ينظرَ الربُّ ذلِّي ويرحمني. وأن يتشبَّه (المشتومُ) بالسيدِ المسيحِ، لأنه لَمَّا شُتِم لم يَشْتِم. وأن تَفتكرَ في شاتِمِك أنه قد عتقَك من السُبحِ الباطلِ إن احتملتَه بمعرفةٍ. وأنه قد أَرسلَ لك على لسانِهِ الدواءَ النافعَ. أَقْسِر ذاتَك وتعوَّد قطعَ مشيئتِك، وبنعمةِ المسيحِ تبلُغُ إلى ممارسةِ كلِّ أمورِك بدونِ قَسْرٍ ولا حزنٍ. أَحسِن إلى كلِّ أحدٍ، وإن لم تقدر فأحبَّ كلَّ أحدٍ. وإن لم تستطعْ فلا أقلَّ مِن أن لا تبغضَ أحداً. ولن يتيسَّرَ لك شيءٌ من ذلك ما دمتَ تُحبُ العالميات».

    وقال أيضاً:
    «إن حدَّثك أخٌ بأفكارِه فاِحْذَر أن تُظهرها لأحدٍ، بل صلِّ عنه وعنك كي تَخلُصا معاً. إن أُمِرتَ بشيءٍ يوافقُ مشيئةَ اللهِ فاحفظه. وإن أُمِرتَ بما يخالفُ الوصايا فقل إن الطاعةَ للهِ أولى من الطاعةِ للناسِ.
    واذكر قولَ الربِّ: إن غنمي تعرفُ صوتي وتتبعُني وما تتبعُ الغريبَ».

    قالوا له:
    «هل جيدٌ للراهبِ أن يكتفي بذاتِهِ ولا يأخذُ من الإخوةِ ولا يعطيهم»؟ قال: «إن تَصَرَّفَ الراهبُ هكذا فهو يعيشُ بلا اتضاعٍ ولا رحمةٍ، ويَبْعُدُ بذلك من الخيراتِ المعدَّة للمتضعين والرحماءِ».

    وسألوه أيضاً:
    «إن كان جيدٌ أن يكتفيَ الراهبُ بنفسِهِ. إذاً فلا هو يَخدِمُ أحداً ولا يدع أحداً يَخدِمُهُ كذلك»؟ فقال: «إنَّ الربَّ علَّمنا أن نَخدِمَ إخوتنا كما يَخدِمُ العبيدُ سادتَهم. وكما شدَّ هو وَسَطَه وغسل أرجلَ التلاميذِ. ولا نمتنع من أن نُخدَمَ، لأن بطرسَ لما امتنع من غسلِ رجليهِ، قال له المسيحُ: إن لم أغسلك فلن يكونَ لك نصيبٌ معي».

    قالوا له:
    « ما معنى قولُ الرسولِ: افرحوا بالربِّ»؟ قال: «إذا فرحنا بإتمامِ الوصايا فهذا هو الفرحُ بالربِّ. فلنفرح بتكميل وصايا الربِّ وبنجاحِ إخوتنا. ولنحفظ أنفسَنا من فرحِ العالمِ والضحك إن أردنا أن نكونَ من خواصِ ربِّنا. لأنه قال: إن العالمَ يفرحُ وأنتم تبكون. كما قال أيضاً: الويلُ للضاحكين والطوبى للباكين. ولم يُكتب عنه قط أنه ضَحِكَ بل كُتب عنه أنه حَزِنَ ودمعت عيناه».
    avatar
    girgiskamel26
    عضو جديد


    عدد الرسائل : 656
    . : كتـاب بستان الرهـبان - كتاب Livreo10
    My SMS : منتدى شباب مسيحى
    تاريخ التسجيل : 06/03/2012

    كتـاب بستان الرهـبان - كتاب Empty رد: كتـاب بستان الرهـبان - كتاب

    مُساهمة من طرف girgiskamel26 الأحد 18 مارس 2012, 3:13 pm

    والان

    انها فرصة العمر انتهزها قبل فوات الوقت !!!! أربح 3905$ مدى الحياة كل شهر مع الموقع الاجتماعي wazzub فأن شركات مثل غوغل أو الفيسبوك تكسب المليارات من الدولارات لمجرد أننا ، نحن مستخدمي الانترنت نستخدم هذه الخدمات.فالفيسبوك يساوي أكثر من 50 مليار دولار فقط بسبب عدده الهائل من المستخدمين المسجلين. حان الوقت لنفهم، أننا نحن "المستخدمين" نقرر من يكسب المال الوفير.لذلك wazzubهو أول موقع اجتماعي عالمي حقا سوف يدفع لنا "المستخدمين"، لمجرد اختيارهم في الصفحة الأولى ملاحظة هامة اشار اليها الموقع فقط الذين سجلوا قبل تاريخ 9/4/2012 هم فقط من سوف يحصلون على الارباح مدى الحياة كل حسب شبكته. للتسجيل انسخ هذا الرابط فى شريط العنون او اضغط عليه وادخل على الموقع وسجل
    http://signup.wazzub.info/?lrRef=0dc31cba
    ملاحظة هامة: يجب التسجيل ب Gmail أوyahoo
    وبعد التسجيل افتح الأيميل وفعل الأكونت ثم أنشر الرابط الخاص بك . فكلما زاد المشتركين على صفحتك الشخصية زادت أرباحك الشهرية
    شرح كيفية التسجيل


    بعد الضغط على رابط التسجيل ستفتح لك نافذة وفي الاسفل ستجد استمارة التسجيل كالأتي :

    الخانة الاولى اتركها كما هي

    والخانة الثانية قم بوضع اسمك

    والخانة الثالثة قم بوضع اسم العائلة

    والخانة الرابعة الباسوورد الذي تريده

    والخانة الخامسة قم بوضع اميل ياهو او جيميل ويجب ان يكون صحيح حتى تصلك رسالة التفعيل وتقوم بتفعيل اميلك بعد التسجيل

    والخانة السادسة اختر بلدكوفي السابعة قم بكتابة ما هو موجود بالصور في الخانة التي تليها ثم اضغط join

    بعد ملئ الاستمارة والضغط على join

    ستشاهد هذة الرسالة أي ان عملية التسجيل تمت بنجاح

    الان اذهب إلى بريدك وستجد رسالة التفعيل قد وصلت

    قم بفتحها ثم اضغط على رابط التفعيل الذي بداخلها

    بعد الضغط على الرابط ستشاهد رسالة مفادها انه قد تم تفعيل حسابك بنجاح .. شاهد الصورة

    الان توجه إلى الموقع وادخل إلى حسابك

    قم بإدخال الاميل والباسوورد اللي سجلت بيهم والف مبرووووك ستجد رابط الريفيرال الخاص بك فقط قم بنشره في كل مكان بحيث ان كل من تعرفهم يقوموا بالاشتراك عن طريق الرابط بتاعك

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 29 مارس 2024, 9:37 am